٢٥-الزائره.

1.4K 181 83
                                    

"كل شيء يمكن إخفاؤه إلا ملامح العين، حين تحن، وحين تحزن، وحين تفتقد شخصًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"كل شيء يمكن إخفاؤه إلا ملامح العين، حين تحن، وحين تحزن، وحين تفتقد شخصًا ..."
***

في مطلع هذا الصباح عند عودتنا، كان أول من أستقبلنا هو والدي الذي أقسمت بأنه نمت له قرنين حمراء كالشيطان لهول غضبه، نشب شجار حاد بين والدي وكول في موقف السيارات للمشفى ولم يوقفهم سوى أمي التي اتصلت عليها أحد الممرضات في تلك المناوبة لتأتي وتفصل بينهما.

ونلت نصيبي كذلك من والدي، وإليون...

أضافة لكل الدراما العاصفة التى وقعت لم أسلم من التوبيخ الذي تلقيته من الأطباء والبروفيسور مايك خاصة. حيث تم حبسي تمامًا في جناحي في المشفى وحراس والدي العمالقة يحرسون المكان خوفًا أن أكرر الأمر وافر من مقبعي الذي يصبني بالغثيان.

جدتي تجلس بجانبي تتأكد من أني أكل هذا الطعام الجاف جيدًا، ارز أبيض خالي من الملح وبجانبه سلطة غنية بالألياف وعصير الشمندر الذي ابغضه فطعمه كطعم التراب لا يفرق عنه بشيء.

«بربهم هل هذا طعام، حتى الفئران لن تشبع من ذلك!» وضعت يدها اسفل خدها المتجعد مكملة تذمرها بشأن ما أكله: «عودي للقصر بعد العملية وسأطعمك ولائم وليست وليمة» شددت على ضخامة الأمر بيديها التي تزينت بأبهى الحلي تريني مدى ضخامة هذه الولائم التي ستقيمها لي.

«سأجلب لك افضل طاهٍ يا ساري وسوف اجعله يفرش لك طاولة طعام الحفلات طعامًا بكل ما تحبينه، اقسم بذلك».

ابتسمت لها وتلألأت عيناي للحب الذي تمنحني إياه.

«على ذلك سأصبح بحجم الفيل جدتي» ملئت ملعقتي بالرز أكله مجبرةً لأجل الأدوية، ولو كان الأمر بيدي لن يدخل إلى فمي شيء بسبب شعور الغثيان الذي يلازمني على الدوام.

«وما بها أن اصبحتِ بحجم الفيل! أنظري للعظام تكاد تمزق جلدك، كلي... كلي هذا الطعام الذي لن يشبع العصفور».

قهقهت لعبوسها اللطيف ذاك، ووجنتيها تلونت بالأحمر كلون بدلتها التي تجملت بها لهذا اليوم، وارتشافها للشاي دفعةً واحدة أعلمني كم انها غاضبة من هذا النظام الغذائي الذي تم منحه لي.

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن