١٩- كابوسٌ أزلي...

1.7K 193 88
                                    

"الأشياء تنتهي ، لكن الذكريات تدوم للأبد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"الأشياء تنتهي ، لكن الذكريات تدوم للأبد ... "

***

آنا:
ضوءٌ أبيض مُجهِر يعمي بصيرتي وأنا افتعل هذا عمدًا، أحدق به لعله يعميني ويقتل ذلك الفراغ الموحش الذي قيد صدري.

أشعر بسائل المغذية البارد يتغلغل لجسدي بداية من وريد ذراعي، وكسر قدمي ينبض بحرارةٍ ضارية وآلمه بات لا يحتمل. الدموع تحتل وجهي كجنودٍ باسلين لا يكفون عن طمس وجهي أو إغراقه، وياليت الدموع حقًا تقتلني تسلب مني حياتي، حقيرة فاشلة عاجزة ذلك ما أنا عليه الآن وفي كل وقت.

ذلك أقل وصف يمكنني أن اصفه لنفسي، اللعنة علي أنها تصارع الموت وأنا ممدة على هذا السرير وبسبب ماذا!، بسبب رؤيتي لدمائها... رائع حقاً آنا إنكِ صديقة مخلصة!

إنها سبب كل ذلك، هي سبب رهابي من الدماء، وكلي حيرةً لما كان عليها أن تنتحر أمامي؟ لما من الأساس فعلت تلك الخطيئة عالمةً ان هناك طفلة بالقرب منها؟

وبدل أن يحتضنني جوش، يعانقني ويمحو عني سوء ما رأيته بل ألقى تهمته علي وغادر...

أتساءل حقاً إن لم تكن جدتي أو الخالة شارلوت موجودتان ماذا كان سيحدث لي؟

أشعر بالتشتت والضياع، ضغطي على نواجذي أشتد حتى شعرت بأنها سوف تتحطم، ذكراها تلك تنقض على سوء أفكاري تخبرهم بأنها أسوأهم، فأغلقت عيني أحبس الدموع وذراعي الحرة أحكمت ملبثها فوقها.

وقف شعر جسدي مهابةً متذكرةً جثمانها وشعرها الكستنائي كُفِنَ فوق دمائها...

قبل عدة سنوات:

عندما كان الجو عاصفًا تتساقط به أوراق الشجر ويضَّل قرص الشمس طريقه تائها بين الغيوم، فقط يومٌ من أيام سبتمبر بأجوائه المتقلبة يسوده طابعٌ كئيب أحيانًا.

راقصة الرياح الباردة ستار النافذة لغرفة غلبها اللون الوردي في أثاثها بحوائطٍ بيضاء زاهيةً تبعث بالسرور في النفس، الألعاب والدمى تراصت كالدائرة أعلى الكراسي المصفوفة أمام الطاولة الصغيرة والطفلة ذات الخمسة أعوام ترأستها مرتديةً أفضل فساتينها المنفوشة، ورأسها الأحمر احتله بفخرٍ تاجها الفضي المزيف ذاك.

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن