٢٣- كل ما قد مضى...

1.6K 178 69
                                    


" ولو اني استطعت لتبتُ عنه ولكن كيف عن روحي المتابُ ؟.."
***

ابتسم ابتسامة صفراء، والفضول بدأ يقتلني حقًا بعض التفاصيل التي اجهلها في الماضي اريد معرفتها ويتربع عرشها ما العلاقة التي تربطه بوالدي؟

«تعلمين أن التوتر يزيد من حالتك؟ » عبث بشعري وما تلقاه مني سوى العبوس «الفضول قتل قطه بروفيسور» .

قهقهة هادئة فرت منه ومازالت أعينه معلقة على تلك الصوره.

سحب كرسي المكتب ذي العجلات ليصبح قبالي، جلس منحنيًا بجذعه واخذ يفرك جبينه، بدأَ وكأنه غرق في بحر تفكيره وعينيه اللوزية تأبى أن تحدق بغير الصورة.

«تجيدين اللعب بالكلمات يا ابنة سابستيان» جفلت حين نقر جبيني بخفة وصوته أتى ساخرًا عند نطقه لأسم والدي.

«إذًا، ماذا تريدين أن تعرفين؟ » .

«كل شيء» .

صوت ضحكه علا المكان والممرضة أراها تحاول استراق السمع لحديثنا الصغير ذاك، واراهن على ان الفضول يقتلها كما يفعل الآن بي.

«لك ذلك يا حبيبة جدك، لكن لاتقاطعِني واستمعي»

مع ذكره لأسم جدي انقلب الفضول داخلي إلى ابتلاع عبرات حزني، وكأن الجراح عادت ولم تجبر، ادركت الآن كم اشتاق لصوته ولأحاديثه، لم نكن يومًا انا وهو كالجد والحفيدة ونما كنا اعز الأصدقاء وبئر اسراري ونصفي الآخر.

كان على خلاف البقية كان يناديني بحبيبته وأنيسته.

«كيف تعرف ذلك؟ » سألت بهدوء اقمع رغبتي في البكاء.

«وكيف لي أن أنسى شخصًا عند كل زيارة يريني عشرات الصور لك وإضافة لذلك احاديثة المغمورة بالحب عن حفيدته؟ ».

استحضار الماضي الذي احن له هو ما يفعله عقلي، اتسائل إن كان حي و رأى حالتي هذه ماذا كان سيفعل؟ .

رددت له الأبتسامة ورفعت حاجبي له موضحًا لي: «لنقل أنه كان بطلي...».

ولقد كان بطلي أيضًا.

«حسناً، حتى تنتهي زمرة الدم سأقص لك عن خمسة اصدقاء وبالأصح عائلة...» رفع أصابع يده الخمسة وراح يسميهم لي «مايك، سابستيان، جوش، مارغريت وأخيرًا شارلوت» .

بكل جوارحي أخذت انصت لطرفه من القصة.

«رغم تفاوت الطبقات بين هؤلا الأصدقاء لم يفرقهم ذلك، كانت علاقتهم كالجسر المتين ما إن تظهر تصدعات أحدنا كنا له العامود الذي سوف يركزه».

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن