سارين. ✓

٢-هواجس خوفٍ مترامية...

"أصعب المعارك التي ستخوضها في حياتك هي التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة و قلبك الذي يرفض أن يتقبلها "
***

'مشفى وايتستابل العام'

اقرأ الأسم المضيء بسبب تأثير الغيوم على واجهة المبنى البيضاء، مشفًا حكومي متوسط الحجم مكون من أربعة طوابقٍ كما أرى.

الحلم كان يزاول ذهني طيلة ليلة أمس لدرجة أني لم اركز في الاختبار، فقط ذهني وفكري وبالي يجول في ذات النقطة وفرط التفكير هو قاتل راحتي، الاحلام التي تراودني كسلسلة أفلام رعب جميعها متأصلة حيث نقطة بها دماء وكدمات وأنا جاهلةٌ ضعيفة لما يحصل لي.

ومنذ رؤيتي للكدمات القليلة التي تزين جسدي لم أكن بخير، أعلم أن ليس بي شيءٌ لكن أنا وعقلي لا نكف عن التفكير وقلبي لا يكف عن القلق لذا اتيت لأطمئن على نفسي.

كنت قد وعدت صديقتي المقربة لروحي آنا بالأفطار معها هذا الصباح لكن تعذرت وسوف تقتلني حتمًا وتفتح مجلس تحقيقٍ معي مساء اليوم.

رجمت بمطالع الأفكار للخلف أخذ أنفاسًا أهدئ قلبي، مؤمنة انه لا خطب بي، ربما فقط مشاكل بسيطة مع فقر الدم كما اعتقد.

ولجت للداخل ليستقبلني جمٌّ من الناس التي زاغت عيني بينهم حتى استعدت رشدي بأصطدامي بظهر أحدهم، وبانَّ لي بأنه طابور طويل جدًا نحو الأستقبال لأخذ المواعيد ويبدوا بأن انتظاري سيطول هذه المره.

اه إن الامر مرعبٌ، إنها المرة الأولى التي أذهب بها من دون أمي وأكره كون أنني كبرت وسأفعل كل شيء من دونها، حتى اختيار ملابسي لا يتم إلا بها وبدونها فأنا ضائعة لا مرشد لي.

‏أخذت أتأمل هذا المشفى ولكنه لا يبدو كالمشفى الذي تعمل به أمي فأنه فاخر يمتلك أكثر من عشر طوابق طرازاته و ديكوراته أختلفت عن بقية المشافي التي يطغى عليها اللون الأبيض، ‏لكن هذا إنه صغيرٌ جدا ذو ممرات ضيقة ‏والأنوار به جميعها تحمل اللون الأبيض ويكسره لون أخضر بحري ورمادي في منتصف الحائط.