١٧- هلاك...

2K 252 92
                                    

لا يبكي الناس دائماً لانهم ضعفاء، بل يبكون أحيانًا لأنهم كانوا اقوياء لفترة طويلة "***

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا يبكي الناس دائماً لانهم ضعفاء، بل يبكون أحيانًا لأنهم كانوا اقوياء لفترة طويلة "
***

كأننا في يحموم الجحيم نقف على رؤوس أقدامنا خوفًا مما هو قادم، تلسعنا النار فتخبرنا ربما أننا سنفقد أحدهم، تلسعنا مجددًا فتبيد آخر ذرات الأمل، تلسعنا مرة أخيرة تحذرنا أن أمواجًا من الحمم قد تذيبنا وتهلك اعمارانا.

ذلك ما تشبه الساعتين الماضية، ضائعون لا نعلم ما وقع، لكن أفكارنا هي لسعات النار وتهاويلها هي لهبها الحارق، والحقيقة يا أما قد تكون ماءً تطفئ كل ذلك أو حطبًا تشب نارها من أضلعنا.

إنه منتصف الليل فمن بعد أن غادروا الرجال تم تشديد الحراسة حول القصر ومنعنا من الخروج، نتصل على أحدهم لكن لا مجيب أبدًا...

أمي تكاد تفقد عقلها تدور ذهابًا وإيابًا أمام الباب، من الأصل هي لم تكن على بعضها وما حدث لكول زاد الطين بلةً، لأول مرة أراها فاقدةً لأعصابها، يديها أعلى رأسها والهاتف يطلب الرحمة فلقد أحرقته اتصالًا عليهم.

تنظر لي لثانية والأخرى للفراغ لدقيقة فإن وقع نظرها على الأرض بكت، وأنا كنت يائسة في مدها بالعون ذات الآلام زاورتني فأخاف أن أقف فتخذلني نفسي.

ديانا زوجة العم رين التي تحيك المكائد كالأفعى وتضل تنقل القيل والقال رأيت الخوف والقلق في عينها، لكن كانت خير معين في حالتنا وكأنها كالعصا التي نرتكز عليها، فأصبحت تهدأ أمي وتعطيها بعض المشروبات المهدئة للأعصاب وتنتقل لترى حالتي وتمسح فوق رأسي وتكفكف دمعي الصامت وتطمئنني، وتهرع راكضةً نحو جدتي لتقيس لها الضغط والسكر وتطعمها أدوية القلب خوفًا عليها، وجدتي على الكرسي في منتصف الاستقبال أمام الباب ولم تطبق شفةً على شفةً قط وإنما أخذت تتمتم بالدعوات لحفظ كول الذي لا نعلم عنه شيء ولم يدعوننا نغادر خوفاً علينا من إيلينا.

ذلك كل ما نعرفه، إيلينا التي قتلت جدي وفي آن الوقت تكون زوجة والدي السابقة ووالدة كول، قد هاجمته بالسلاح أثناء تواجده خارجًا وهذا جُّلُ ما أخبرنا الحراس الموكلين بحراسته.

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن