٢١- نبضات قلبي ...

1.7K 187 168
                                    

***

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

***

معجزة النجاة...

فقط خيط رفيع ما كان يفصل بيني و بين مغادرة روحي لجسدي وهذا ما أسميه بمعجزة النجاة فجسدي كاد أن يقتل نفسه بنفسه!

الدماء المنجلية التي امتلكها قامت بسد مجرى التنفس حتى توقف الدم السليم من الوصول لها، وكم كنت ضعيفة هالكة ومحاولاتي للمقاومة  ضد كتلٍ لا يتعدى حجمها أنملة كتبت لروحي الهلاك المحتم.

وكم كان ذلك سيبدوا رائعًا على الأقل سأموت واتخلص من هذا العذاب ولكن القدر شاء لي أن اعود لمواجهة الجحيم عينه، وسأضل اعافر في الأمر إلى الهلاك.

كان الأمر أشبه بحلمٍ أهوي فيه من الطابق السبعين لمبنى ما في أنتظار تحطم جسدي لأشلاء حيث المصير المحتم هو الموت لا محالة، وبغتةً يختفي كل ذلك لأجد بأن كل ما عشته ليس إلا حلم لا وجود له، وليس إلا مجرد وهم نسجه عقلي ومازلت انعم بنوم هانئٍ في سريري الدافئ، لكن الأختلاف هذه المره أنني استيقظت على سرير صلب وصدى الأصوات حولي عبارة عن اجهزة طبية مخيفة تحيطني وبعض تمتمات الأشخاص الذين كانوا يتهامسون بشيءٍ اكاد أعرفه.

عيني باتت ترى كل شيء حولها ضبابي فأصبحت أميزهم بألوانهم و أصواتهم.

مر اسبوع على استيقاظي...

اليوم الأول كان كعذاب نفسي فلم اتعالج من صدمة أنني كدت أن أموت والألم يسحقني بزهدٍ على هواه، اضافة لذلك تم منعي من رؤية أحد من عائلتي حتى أمي!، رغم أني كنت اهذي بأسمها وأبكي أثر التخدير الذي لم يزل ولكنني كنت خائفة خائرة القوى أحتاج إلى دفئ حضنها وأمن صدرها الحاني وسماع أحد تهويداتها لعل خوفي يزول، كنت أحتاج إلى أبي أن يقبل جبيني ويمسح على رأسي ويخبرني بأن كل شيء بخير وسيمُر، ولكن كان البروفيسور هو بصيص الضوء الذي رأيته في ذلك الظلام وفي الوحدة التي عاصرتها.

اليوم الثاني مر عند خروجي لغرفة أوسع يدخلها ضوء الشمس وصوت جهاز القلب فقط هذه المره هو أنيسي، وشعرت بأني فقدت آخر الآمال وحال لساني يعجز عن الكلام عندما علمت بأني قد لا أستطيع العيش بدون القنية الانفية* فبالكاد استطعت استحمالهَا  ليوم فهل سأستطيع احتمالها حتى نهاية عمري المعدودة أيامه؟ ، وغير ذلك سأستخدم النظارة الطبية لوقت مؤقت حتى يعود نظري كما كان لوحده تدريجيًا وقد أخضع لعميلة، والحسنة الوحيدة في ذلك اليوم كله هو رؤيتي لوالداي وعلى الرغم من جميع الاحترازات التي ارتدوها أعلى ملابسهم بسبب مناعتي إلا أنها لم تمنعني من رؤية شحوب وجهيهما والسواد الذي احاط أعينهمَ، وآلمني رؤية نظراتهم المؤنبة لي لكنهم لم يريدان التحدث عن ذلك لأجل صحتي... لكنهما احتضناني حتى زال خوفي وقد بكيت حتى اسقيت ملابسهما عنوة.

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن