٢٧- سارين...

2.7K 254 371
                                    

«لم يكن مغلوبًا او حزينًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«لم يكن مغلوبًا او حزينًا... بل ضائع والضائع لا ينصفه الكلام»

***

الوقت ثقيل وكأن الدهر بطوله يكمن في كل دقيقة.

قلوبٌ اكتساها الخوف وقلق مما هو قادم، وأبصارهم  عالقة تنظر إلى جسدها المنهك فوق السرير والشرشف الأبيض يقيها من قروصة الجو في الغرفة، والأجهزة بشتى أنواعها متصلة بجسدها.

والدتها أنهكها التعب فأهملت عملها ونفسها وباتت تتضرع متذللة لخالقها أن يبقي لها مُهجة حياته وضوئها الوضاح في كل حين، وأما عنّ سابستيان فلقد سقط عنه قناع الرجل البارد القيادي وارتدى قناع الحسرة والدمع لا يفارق عينيه كلما رأى شحوب سارين.

وكول منذ سنة تولى أعمال العائلة على عاتقه، منذ أن انهار والده حزنًا على شقيقته متخليًا عن أحلامه في الفن وتشعباته مرتديًا قناع والده السابق حتى صار شخصًا لا يعرفه لكنه يكون كول ذاته عندما ينهار كل ليلة بين احضان آنا التي لم تعد ما هي عليه سابقًا هي الأخرى.

والحزن كالطاعون ينهك الافئدة ويضني الأذهان ويسلب من الحياة ألوانها...

وآل ادوارد بالفعل فقدوا فردًا آخر منهم؛ في الأول من مارس بعد ستة اشهر من غيبوبة سارين لقد فقدو إليزبيث التي فارقت الحياة أثر حزنها الشديد على حفيدتها ودموعها لا تفارق خدها، حتى وجدوها أبنائها الثلاثة في ظهيرة ذلك اليوم فوق فراشها ظنوا أنها تأخذ قيلولة الظهر كعادتها لكن عيناها ابت الاستيقاظ والروح فارقتها وهي تحتضن صورة لبركة أيامها؛ سارين.

شيدو عزاءً يليق بمقام امرأة عظيمة مثلها وتم دفنها بمقبرة العائلة بجانب زوجها الراحل هاري إدوارد.

والقصر الذي كان ذات مرة يطرب بضحكات أصحابه تصدعت حوائطه لشدة حزنهم وكربهم.

في الخامسة من اكتوبر بعد دخول سارين للعمليات قد تجلطت الدماء في رئتيها كما حصل في آخر نوبة من نوبات المرض لديها؛ مما سبب نقصًا في وصول الأكسجين إلى دماغها وادى ذلك لغيبوبةٍ ضنو جميعًا إنها ستستيقظ منها بعد عدة ايام او اشهر لكن مرة سنة من ذلك اليوم، وجسدها لم يتقبل الخزعة الممنوحة لها وتدارك الأطباء الأمر ذلك بسرعة...

سارين. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن