الفصل الأول
¤¤¤¤¤¤تجلس علي سجادة الصلاة تبكي في وضع السجود ..لن تمل ولن يكف لسانها ولاقلبها عن مناجاة ربها فهو من بيده ملكوت كل شيء هو القدير الذي اذاا اراد شيئا قال له كن فيكون واثقة تماما كل الثقة برب العباد لمداواة جرح لم يندمل بعد ، جرح مازال يشعل بقلبها نارا بل تحول قلبها الي رماد وما زال يحترق كلما تذكرت ذالك اليوم المشئوم ... انهت صلاتها واعتدلت جالسة تدعو الله والدموع رسمت لها مسارا علي صفحة وجهها البشوش قائلة :
- يارب ..يارب برد قلبي سنين وانا مستنية اليوم اللي اشوفه فيه.. انا قلبي بيقولي انه عايش انا حاسة بيه
عايش ..رده ليا يارب نفسي اشوفه قبل ما اموت نفسي اخده في حضني واسمع صوته ، نفسي اشوف ضحكته ..ضحكته اللي مافرقتنيش 25 سنة .وتعود بذاكرتها للوراء حيث ان قلبها اصبح يقتات علي ذكري ضحكات صغيرها الوحيد ليبقي علي قيد الحياة
Flash back
في بيت يتكون من طابقين تحاوطه حديقة خضراء واسعة، وفي تلك الحديقة ذالك الصغير الذي لم يبلغ بعد سنته الرابعة يركض ضاحكا وخلفه امه تعلو ضحكاتها، توازي ضحكات الصغير .
تصنعت التذمر قائلة:
-يا ميزو يلا بقي قبل ما بابا يجي خلينا نلحق نجهز لو بابا جه ولقانا لسة بنلعب كده وما جهزناش هيزعل اوي .ليتوقف الصغير ويركض اللي احضان امه ، حملته هي بدورها تقبلة ثم ترفعه للهواء بين يديها وتدور به وصوت ضحكاته يطرب اذنيها ، حمدت الله في نفسها علي ما اعطى وعلي ما اخذ ،لا يحزنها سوي ذالك الصغير الذي سيعيش طوال حياته بلا اخ يكون له السند والصديق .
Back
عادت من ذكرياتها تمسح دموعها بيديها وتستغفر ربها ثم تنهض تطوي سجادة الصلاة وتخرج من الغرفة
____________________________________علي فراش متهالك بداخل غرفة بحي شعبي ترقد سيدة يبدو عليها المرض الشديد "عليا" ، وتجلس امامها سيدة اخرى من سكان الحي نظرت اليها في شفقة قائلة :
- طيب سيبيني اواديكي مستشفي مش عايزة تسمعي الكلام ليه بس ،صحتك بقت في النازل ومانتيش راضية تيجي تقعدي عندي اراعيكي حتي .
نظرت لها "عليا" تتحدث بصعوبة شديدة قائلة :
-سيبك من صحتي دلوقت واسمعيني الاول ياام ورد .
قاطعتها جارتها ام ورد قائلة :
- ونبي ماانا سامعه حاجه غير لما تقومي معايا دلوقت اهو نروح اي مستشفي .
سعلت "عليا "بشدة حتي قامت جارتها مسرعه تحضر اليها كوب ماء لترفضه منها قائلة :
-ابوس ايدك اسمعيني العمر ماعادش فيه بقية وانا عاوزة اكفر عن غلطتي يمكن ربنا يسامحني ويغفرلي انا اخدت عقابي في الدنيا ومش قد عقاب ربنا في الاخرة .
سعلت مجددا ثم ردت عليها جارتها قائلة :
- وحدي الله يااختي ربنا كريم وان شاء الله تبقي زي الفل .
- اسمعيني كويس الكلام اللي هقولهولك ده امانه ، امانه شيلاها علي ضهري ٢٥ سنة ، وذنب اتمني اكون كفرت عنه وربنا يسامحني عليه
ثم اخرجت من تحت وسادتها مظروف اعطته لام ورد ، واخذت من علي الكومود بجوار الفراش مصحف قائلة :
- احلفي علي كلام ربنا انك هتوصلي الامانه ، انا عارفة اني بشيلك مسؤلية مالكيش فيها وموضوع ماييخصكيش
بس اعتبريه عمل خير هتعمليه وامنية لواحدة مفارقه الحياة .
ربتت ام ورد علي كتفها قائلة :
- ايه الكلام اللي بتقوليه ده بس أأمريني انا عنيا ليكي ده انتي خيرك مغرقنا كلنا ياام مصطفى .
لتغيم عيني عليا بالدموع عند ذكر ولدها الراحل ، نظرت الي ام ورد قائلة :
-اقفلي باب الاوضة وتعالي ...
_________________________________
أنت تقرأ
أحيت قلب الجبل
Mystery / Thrillerهو ثابت كالجبل .. مهما عصفت الرياح .. او رعدت السماء ..لم يهتز ،ارسل له القدر نسمة هواء تحمل له زهرة ..استوطنت بقبله .. فدبت فيه الحياة