الفصل السادس

1K 45 0
                                    


وقف يرتدي ملابسه للذهاب للعمل ،تململت هي في الفراش تفتح عيونها ببطئ تسأله
زهيرة : انت رايح فين بدري كده
التفت لها عبد السلام نصف التفاته يكمل ارتداء ملابسه قائلا
:الشركة
بدا عليها الاسغراب لترد متسائله .
: الشركة ؟.. غريبة يعني ! بقالك فترة مش بتروح و سايب الشغل لقصي
فلم يرد عليها ، لتنتبه هي تضيق عينيها بشك تتمني الا يكون فعل ما تفكر به ، تسأله
: انت مسافر مصر امتى ؟
وقف امامها و قد انتهي من ارتداء ملابسه ينظر اليها ببرود قائلا
: مش هسافر ..
اتسعت عينيها تسأله و تخشي الاجابه
: ليه ؟
عبد السلام ناظرا لها تتجسد بعينيه الحرب ، التحدي
: ما قدرتش ، تعبان
و كأن احدهم القى بدلو ماء بارد عليها حين اردف عبد السلام
: قصي سافر مكاني
ثم ولاها ظهره يخرج من باب الغرفه ، لتنتفض هي ، عينيها تحاكي شر ، حقد ، و لا تبالي اذا اقامت حرب
، و بنبرة يتطاير منها شرارات غضب حارقة
: ليه يا عبد السلام ؟
توقف ..التفت اليها يحدثها بلا مبالاة قائلا
: ليه ايه ..؟ ، مش اول مرة قصي يسافر مصر
ابتسمت بغضب قائلة
: بس اول مرة يسافر مصر لوحده.
ضيقت بين عينيها بشك ثم اردفت
: و انت مش معاه
رد ناظرا لها يتحدى شرارات عينيها المتفجرة
: منا قولتلك ما قدرتش .. و لحد ما اقدر ... هبقي اسافر له
و اجابته في قاموسها تحمل معنى آخر غير التعب ، معنى ربما كان عليها ان تحسب له الحسبان منذ زمن مضى .
ولاها ظهره يخرج مرة اخري لكنه توقف فجأة يغمض عينيه بشدة حين اتاه صوتها زاعقا
زهيرة بحقد : يسري ....
و لاول مرة منذ زمن تناديه بذلك الاسم الذي دائما ما يذكره بحقارته ، تجرده من الانسانيه ، يذكره بأنانيته ، التفت لها ينظر و الندم يتجسد بعينيه لتكمل هي محذرة بكل الوان العالم شراً
: بلاش تفتح في دفاتر قديمة .. عشان انت اللي هتحاسب في الآخر
نظر اليها يبتسم بسخرية مريرة ،سخرية سوداء تحمل سرا و ذنبا يثقل ظهره
: انا حاسبت من زمان اوي .. دفعت التمن ، لو قلبتي في دفاترك كويس هتلاقي عليكي انتي حسابات لازم تسدديها
ثم تركها و ذهب ، ترك خلفه ذكريات سوداء تعج بخيالها رفعت يديها في عصبية تشد شعرها للوراء تدور و كأنها على شفا جرف من الجنون اخذت تحطم كل ما يقابل يديها ، تلهث و كأنها تعدو في سباق ، جلست ارضا بعد ما افرغت جزء من غضبها ، صدرها يعلو و يهبط ، تحترق انفاسها ، تفكر بشيطانية قاتمة ، و ما بعد تفكيرها ، يأتي الدمار ، تسحق كل جميل ، تقلع قلوب ، تنتشل منها الفرح و الاطمئنان ، السعادة ، و يختصر كل ذلك في مكالمة هاتفيه و جمله و احدة
زهيرة : احجز لي اول طيارة لمصر
-------------------
و بالصدفة ...اثناء نزوله الدرج، استمع الى تلك المناقشة الحادة بين والديه ، اتسعت عينيه عندما وصل الى مسامعه صوت تحطيم والدته لمحتويات الغرفة ، دارت برأسة عدة تسائلات ..
من "يسري" ، و ما هي تلك الحسابات القديمة ، و لما غضبت والدته كل ذلك الغضب ، لمجرد معرفتها بسفر قصي ، قطع حبل تسائلاته رنين هاتفه ، اغلق الصوت و اسرع يكمل نزول الدرج ليرد على الاتصال قائلا بابتسامة واسعه
: يا هلا و الله بالغالي
اتاه الرد بصوت ناعم يشبه مواء القطط
: لا انا زعلانة منك كتير انت ما تحبني
عمر بابتسامة : ما اجدر و الله
الفتاه على الجانب الاخر
: طيب لو بدك صالحك بتيجي اليوم ع السهره
عمر باابتسامة واسعه ماسحا صدره بكف يده
: و ماله اجي يا قمر ما اجيش ليه .. ؟
الفتاة : بنطرك يا حبي
و اغلقت الهاتف تنظر للجالس بجوارها على الاريكة قائلة
: ايش رأيك عجبتك ؟..
رد عليها واضعا قدما فوق الاخرر
: حلو اوي ..اما يجيلك ، نفذي اللي اتفقنا عليه
نفث دخان تبغه يخطط للإنتقام ، للثأر لكرامته
.. لكبريائه .. لرجولته التي اهتزت تحت عرش عشق امرأة يريدها .. لرجل أخر غيره ،
و لم يجد الذ من الانتقام منه بأخيه ...!
___________________________

أحيت قلب الجبل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن