الفصل الثامن والاربعون
**********************استقلت السيارة بجواره في شرود ..تتسائل عن سبب استدعاء جدها لها ..ذهابها اليهم بمثابة ثقل الكون فوق قلبها ..
: هعدي عليكي وانا راجع تكوني جاهزة ..
لفظها اسماعيل وحقيقة اراد الحديث معها فقط في اي شيء لا يهم ..التفت ينظر إليها بتعجب ..لم ترد عليه ..بل تنظر فقط امامها إلى اللا شيء بشرود لدرجة انها لم تستمع إلى ما قال. .
: حور ..حور ..
والثانية كان برفقة يده تربت برفق فوق كتفها فأجفلت ..
كانت ردة فعلها مبالغ بها ..انتفضت بفزع ...
: بكلمك وانتي مش معايا ..سرحانة في ايه ..؟
قالها بحدة و جفاء معاكس لرفق يديه فوق كتفها .."تترجم افكار بعض الرجال شرود النساء دائما ..بشخص آخر" .. وعند تلك الفكرة ..انزعج ..
: مافيش ...انا بس ما سمعتكش ..
قالتها بنظرات مرتبكة ونبرة تائهة ..لينظر إليها في ريب
: هعدي عليكي كمان ساعتين ..
تنهدت بثقل لترد بإيمائة صغيرة إيجابا بدون تركيز ..
اما هو قد احتل الشك افكاره ..اي عروس حديثة ستوافق على الذهاب لأهلها لمدة ساعتين بدون اعتراض .. هناك خطب ما خلف ذهابها إلى أهلها ...
______________________
تسارع عجلات السيارة فوق الطريق خفقات قلبه .. تأكل الأرض من تحتها كي يصل في اقرب وقت ..يريد الاعتذار ..ابداء ندم ما .. اخذها ولو كلفه الامر ..قتل احدهم ..اقترب من القرية ..توقف يسأل احدهم عن منزل " سالم حافظ " ..ليجيبه ..وما كان سؤاله لذاك الرجل سوى دليل ادانة ..وربما شاهدا على جريمة ما ..جريمة لم يفعلها ..او ربما هو بطور اختبار ..
__________________
ابتسامات يسكنها الشيطان ..بل يقطن داخل صدورهم ..بانتشاء وسعادة تحدث عوض يملي على مسامعه حصيلة اخبار الايام السابقة ..
: يعني مخازنه كلها اتحرقت ..وقرب يفلس من كتر الديون إللي عليه ..اهله كلهم باعوه وهو لوحده دلوقت ..
مال احد ابنائه إليه قائلا بغموض
: بتفكر في اللي بفكر فيه يا ابوي ..؟ اهي جات من عند ربنا ..حريق المخازن إللي كنا ناوين نسرقها ونحرقها حد تاني قام بالواجب ده ..دلوقت بجى فرصة ناخد بتارنا إللي ما عارفينش ناخده ده ..
بغموض اكبر اجابه يضيق عينيه هامسا
: كله بأوانه يا ولدي ..كله بأوانه
ثم التفت اليه يسأله مردفا .
: شيعت لبت عمك تيجي ..نعرف منها الاول الوضع ايه ..
زفر ولده بضيق قائلا
: بت البوم دي ما هتعرفش حاجه ..زي قلتها ..سيبهالهم يا ابوي ياخدوها وكفايه علينا اكده ..جحى اولى بلحم طوره ..
تبادل ووالده النظرات الغامضة ..ليتحدث عوض ..
: مش قبل ما اشفي غليلي واطفي نار قلبي على ولدي ..
ساعتها بس ..يبقوا يعرفوا هي مين .. يبقى كل واحد اولى بلحمه ...
في ذلك الوقت دخلت حور تلقي التحية مقبلة يد جدها ليحدجها عمها بنظرات كارهه ،دائما ما ينظرون إليها بتلك النظرة و لا تعلم لما ..جلست ليسألها عوض ..
: ها يا حور ..ايه اخر اخبار ولاد حافظ ..
رمشت بتوتر تجيبه بتوجس ..
: ولا حاجة يا جدي ..مافيش جديد من بعد ما حرقتوا المخازن من غير ما اجيبلكم مفتاحها زي ما كنتوا عايزين ..
استقام عمها ينهرها قابضا على ذراعها يهزها بعنف ..
: اقفلي بوقك والكلام ده ما يطلعش تاني ..فاهمة ..
: حاضر حاضر ..
اجابت بها سريعا بخوف ..وان كانوا يبيتون النية لفعل ذلك ..لكنهم في النهاية لم يفعلوا .. بصوت رخيم تحدث الجد ..
: بس كده ..؟ مافيش حاجة تاني ..
لا تريد ..ضميرها يجلدها ..لا تريد افصاح شيء آخر عن تلك الأسرة اللتي تنعم بدفئ احضانهم ورعايتهم لها ..
: مشينا كلنا من البيت بسبب مشكلة بين اسماعيل واخوه ..
قالتها بخفوت ..وذكر اسمه على لسانها كان بمثابة بحر من ندم غرقت هي فيه حد الاختناق ..تحدث عوض
: يعني مافيش حد قاعد مع سالم ..ولا بيروح يزوره ...
اذدردت ريقها بشعور يقسم قلبها لنصفين تجيبه برأسها نافية ..
نظرة تصميم عازمة حدج بها الجد اللا شيء وابتسامة جانبية ماكرة ارتسمت على شفتي ولده ..وهي تنظر اليهم في ترقب .. حتما شيء ما سيحدث ..
: نفز الليلة يا ولدي ..خبر موت سالم يجيني الليلة ..
قالها عوض بنبرة حقد مشتعل ..يستلذ بكل حرف بها ، يخيل له مذاق دمائة .. لتتسع عينيها تذدرد ريقها بخوف ..صورة زوجها تتجسد امامها حزنا على اخيه ..ماذا عليها ان تفعل ..هل تقف كتوفة الايدي تشاهد زهق روح احدهم ..؟ ..اخذ ذاك السؤال يطوف بأفكارها ...
____________________
أنت تقرأ
أحيت قلب الجبل
Mystery / Thrillerهو ثابت كالجبل .. مهما عصفت الرياح .. او رعدت السماء ..لم يهتز ،ارسل له القدر نسمة هواء تحمل له زهرة ..استوطنت بقبله .. فدبت فيه الحياة