الفصل الثاني

1.9K 56 1
                                    

الفصل الثاني
***********
في أحد ألبلدان ألعربية في ما يشبه القصر ببوابة خارجية ذهبية عملاقة وحديقة واسعة تحاوط القصر المكون من ثلاث طوابق ، امام البوابة الداخلية نافورة مياة علي شكل تمثال يشبه الملاك،
اما من الداخل يتكون من ردهة واسعة بكل جانب بها يوضع تحفة اثرية تتنوع مابين الحضارة الفرعونيه والرومانيه ، فاظات عملاقة يرجع تاريخها الي العصور الوسطي، و علي الجانب الايسر مكتب كبير يجاوره غرفة المعيشه ،على الجانب الايمن يقع المطبخ الرئيسي للقصر وغرف الخدم ،تعيش اسرة صغيرة مكونة من اب وام وثلاثة اخوة . في الطابق الثاني يقع جناح الام والاب وغرفة الصغيرة "يمني "
اما في الطابق الثالث الجناح الخاص بالابن الاكبر "قصي"
وغرفة كبيرة بحمام خاص للابن الاصغر "عمر".
---------------------------
خرج من الحمام الخاص بجناحه يلف منشفة حول خصره والاخري يجفف بها شعره "قُصي" في ال30 من عمره قوي البنيه بعضلات جسده البارزة ، طويل القامة بشرته حنطية بعض الشيء ، شعر بني ،عيناه مزيج من لونين العسل والزيتون ، شرع في ارتداء ملابسه وتصفيف شعره للذهاب اللي عمله ، سمع صوت طرق الباب ابتسم تلقائيا لمعرفته الطارق ، عادتها منذ الصغر اخته الصغري "يمني" ، تذكر عندما كانت رضيعة ،لم تكن تغفو سوي بين يديه اتسعت ابتسامته ، لكنها سرعان ما اندثرت تحت تعابير وجهه الحزينة حين تذكر فرمان والدته بمنعه عن هدهدة الصغيرة او مداعبتها واللعب معها لسبب ما يجهله ، و كانت شديدة التعلق بأخيها لذا ومنذ ذالك اليوم ما ان تستيقظ تصعد الي جناحه علي الفور ، اذن لها بالدخول دلفت تتجه نحوه قائلة باابتسامة
يمني: صباح الخير يا ابيه
اخذها بين ذراعيه يقبلها من جبهتها قائلا بابتسامة حنون
:صباح الخير ياحبيبتي
ثم اردف
قصي :ما روحتيش المدرسة ليه ؟
زفرت يمنى قائلة
: اجازة
اومأ لها قصي ثم اردف
:نزلتي لبابا ؟
يمني بابتسامة : لسه..بطلعلك انت الاول
تشبثت باحضانه اكثر، بل تشبثت بحنانه الذي يدفقه عليها كأب ثاني لها ، ابتسم قصي ليضمها بدوره اليه اكثر فهي بالنسبة له اللوان شتى على صفحه حياته السوداء ، صغيرته ، ووردته التي يرعاها بحب خالص ويمطرها بحنان ابوي
نظر اليها قائلا
: طب يالا ننزل ..عشان اتأخرت
---------------------------
يجلس الاب بمكتبه منشغلا بمراجعة احدي الملفات ،دلف اليه عمر
:بابا
نظر اليه الاب من تحت عويناته باستنكار
:في اختراع اسمه نخبط علي البابا الاول ماسمعتش عنه .
ليرد عمر عليه
:ما انا مش حد غريب ياعبده عشان اخبط،
ثم اشار الي نظارة والده واردف
: وبعدين ماانت مش خالع راسك اهو
ليحاول الاب كبح ابتسامته قائلا
:ولد ..ايه عبدة دي ،؟ اتأدب
ردعليه ولده باستنكار
:ايه وحشه عبده ؟كخة عبده دلوقتي؟ ما الذئردة الصغيرة اما بتقولها بيبقي علي قلبك زي العسل
لتدلف الي الداخل يمني تبتسم قائلة
:مين بيجيب في سيرتي
عمر بااستنكار
: اهلا
ثم نظر الي ابيه قائلا
: اهي بتيجي ع السيرة مش كنا افتكرنا حاجه عدلة
فتح الاب زراعيه لابنته قائلا
:ملكش دعوة ياولد ..تعالي ياحبيبة بابي
لتتجه "يمني" نحو والدها تنظر لعمر بطرف عينيها، اخرجت له لسانها تبتسم بفخر وتستقر بين احضان والدها
عمر باستنكار : اااه طب سلامو عليكو انابقي
عبد السلام : استنى ياعمر.. كنت عاوز ايه ؟
عمر :لا خلاص كفايه يمني هانم عليك
عبد السلام بنفاذ صبر
:ماتقول ياابني كنت عاوز ايه
رجع عمر مرة اخري بفخر ينظر ليمني نفس النظرة الجانبية
:كنت عاوز فلوس
عبد السلام : وياتري هتصرفها علي بنت مين المرة دي .
ضحكت يمني ضحكة خافته واضعه يديها علي فمها
عمر باحراج وهو يتوعد ليمني
: ااا ..ايه يابابا ..بنت مين ايه بس ..انا كنت عاوز اشتري كتب عشان الامتحانات وكده
عبد السلام بعدم اقتناع
:ماشي ياعمر عدي علي اخوك في الشركة خد منه اللي انت عاوزه
عمر بضيق
:هو لازم اعدي علي اخويا في الشركة عشان اخد فلوس
عبد السلام محذرا
: ولد ..اتكلم بطريقة كويسة
زفر عمر بضيق قائلا
:حاضر
عبد السلام :خد معاك الملف ده سلمه ل"قصي" .
عمر:اه قول كده بقي اي منفعة وخلاص
عبد السلام محذرا بصوت اعلي
:عمر...
عمر وهو يتصنع الخوف
: جرى ايه ياعبده انا بهزر مابتهزرش
عبد السلام
: طب يلا عشان ماتتاخرش علي الجامعة
استقام عمر ينظر لاخته قائلا بتهكم
:وانتي ناويه تريحي كده كتير ؟...ايه ماوراكيش مدرسة انتي كمان
لتنظر له يمني بابتسامة متشفية متشبثة أكثر باحضان والدها
:لا انا اجازة ..وكمان راحه مع مامي النادي انهارده
عمر باستنكار اخذا الملف من علي سطح المكتب
:طب يااختي ..اما اروح انا الحق اسلم الملف
وتوجه الى خارج المكتب

أحيت قلب الجبل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن