احيانا ما ننخدع خلف تشابه وجوه من نحب .. غافلين.. غير مدركين مكنون الروح ..فهناك نفوس تنتعش .. تتغذى ..على آلام الغير. .وهناك نفوس رغم حرائقها ..وبرغم الجرح الغائر بداخلها ..تداويه بالعطاء ..العطاء حتى نفاذ الروح ..
______________________وصلت حياة الى الشركة تشعر بسعادة غامرة ،مفعمة بالحماس ، حيث ستهديه اليوم تلك الهدية التي ابتاعتها امس ، شعور ما له لذة خاصة ..يدغدغ حواسها كلما مر ذالك المنقذ بخيالها ...
حيتها سناء تتبعها الى داخل المكتب جلست حياة على مكتب منصور ترد التحيه ، ثم اردفت قائلة
: هاتيلي الملفات ولو في اي جديد بلغيني يا سناء
ردت سناء قائلة في ابتسامة عملية
: تحت امرك يافندم ..مافيش غير ظرف كان جاي لمدام حنان و سلمتهلها امبارح
نظرت لها حياة تضيق ما بين حاجبيها باستغراب قائلة
: ماما جت هنا امبارح ..؟
اومأت لها سناء قائلة
: ايوة يا فندم ..جت بعد ما حضرتك خرجتي من الشركة
تذكرت حياة مكالمتها لحنان بعد خروجها من المتجر ..لم تخبرها حنان قط انها ذاهبة الى الشركة ..
اومأت لها حياة تؤجل التفكير في ذلك الأمر لمقابلة حنان و الاستفسار منها قائلة
: تمام يا سناء .. في اجتماع انهاردة بخصوص شركة الزيني ..؟
اومأت لها سناء ايجابا
: بالظبط يافندم ..
ردت حياة قائلة
: اول ما باشمهندس قصي يوصل بلغيني ..
اومأت لها سناء تخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها
--------
بينما هو جالس بسيارتة امام الشركة كان يتابعها اثناء نزولها حتى دخولها ..ترجل من سيارته يتجه الى الباب الرئيسي للشركة وتلك الابتسامة تتراقص على شفتيه ..
صعد الدرج وصولا الى المكتب ،استقبلته سناء تحيه قائلة
: اهلا وسهلا باشمهندس قصي استاذة حياة فانتظارك يافندم
اومأ لها يتجه نحو باب المكتب همت سناء باللحاق به ليشير لها بأن تظل مكانها يبتسم بداخله بخبث يحدث نفسه ..دعونا نرى قليلا مما تخبأه تلك الفاتنة خلف رقتها وهدوئها ، استغربت سناء لتصرفه لكنها اذعنت لرغبته ،
طرق الباب ليستمع الى صوتها وكأنها كروانا يشدو تسمح له بالدخول قائلة
: ادخلي يا سناء ..
المسكينة تظنه سناء .. وقف يضع يديه بجيوب بنطاله يشاهدها وقد حضرت فورا تلك الفراشات واشرقت شمس بستانه الخاص .. تنغمس هي بالأوراق امامها ،نظرت اليه ثم الى الاوراق ثانيه بدون استيعاب لتستدرك وجوده سريعا ،فانتفضت واقفة تنظر له بإحراج قائلة
: احم ..اهلا وسهلا يا باشمهندس
تلك الغبية سناء لقد اخبرتها بان تخبرها فقط حين يأتي لا لتدخله عليها هكذا وهي بمفردها ..هذا ما حدثت به نفسها تنهر سناء بداخلها
تقدم قصي منها يرد لها التحية لكنه كان كريما في ردها بعض الشيء ،حيث مد يده لمصافحتها قائلا بابتسامة
: اهلا بيكي
يا إلهي..هل لي ان تنشق الأرض الان وتبتلعني ..هي لا تصافح الرجال ..كيف تخبره .. حدثت نفسها ..ارجوك اسحب يدك فورا ..لا اريد احراجك
مرر قصي نظره بينها وبين يديه الممدودة في الهواء
لتتخضب وجنتاها بلون الجوري فورا ..تتعرق وكأنها تنصهر بداخلها ..تقبض على يديها وكأنها تمنعها من المصافحة ، قائلة بصوت يكاد يكون مسموع
: اسفة ..مش بسلم بالإيد ..
ليرجع يديه بجواره خالية الوفاض ، بينما بداخله تتسع ساحات وساحات للإعجاب بها ..تتسلل سريعا لتتوغل بحواسه ..بقلبه ..نظر لها مزهول بداخله من ذلك النموذج الذي يراه ولأول مرة بحياته ..لأول مرة يرى تلك القيم والمبادئ ..والجمال.. بفتاة ،كل معا بفتاة واحدة ،تخطف كيانه كلما رآها .. بأي حظ قد فاز ..؟،اي قدر رماه امامها ..؟
نظرت له حياة بترقب لترى إن كان منزعجا من ردة فعلها تلك ام ماذا ..وللعجب لمحت بعيونه الزيتونية نظرة لم تستطيع تفسيرها ..لم تكن انزعاج ابدا .. بل نظرة اقرب للفخر.. الاعجاب..
تحدث قصي قائلا يحاول تغير الموقف وقد لمح احراجها
: قالولى انك منتظراني ..
تنهدت حياة بتوتر تذدرد ريقها قائلة وهي تشير له بالجلوس
: صحيح .. اتفضل استريح
جلس قصي امامها بشموخ واضعا قدمه فوق الاخرى لتبتسم حياة في رقة لا تخلو من الخجل المحبب اليه بالمناسبة ،لا تعلم كييف تبدأ الحديث معه ..تتوتر ..ترتبك
تنهر نفسها بداخلها ..هيا تحدثي ياحمقاء ..قدميها له فقط..مجرد هدية وفقط
لتتنحنح قائلة بارتباك و بابتسامة متوترة
: انااا..يعني بصراحة ..كنت .
تنهدت بنفاذ صبر تخرج من حقيبتها لفة هدايا مستطيلة الشكل ..تمد بها يديها تناوله اياها
نظر قصي لها قائلا باستغراب
: ايه ده ..؟
لتجيبة حياة بابتسامة رقيقة وهي مازالت يديها معلقة بالهواء
: افتحها ..
التقطها منها قصي مبتسما يفتحها سريعا ، بداخله فضول لمعرفة ما بداخلها .. وفجأه اختفت ابتسامته ..ينظر بزهول شاردا لما بين يديه ..ساد الصمت بينهم .. شرد هو فيما بين يديه يريد تركه سريعا..وبشدة ..لكن شيء ما يحثه على التمسك به ..نور خافت .. مجهول المصدر ..و ربما بصيص امل ..كل ما يحتاج اليه فقط ان يترك له الفرصة ..فرصة التوهج ليملأ النور ما بداخله من ظلام..ساد صمت بينهم ..وشارد هو فيما بين يديه ليقطع شروده صوتها الهاديء بابتسامة عزبة
: ما لقتش هدية اعبر بيهااا عن، ..قصدي اشكرك بها اغلى من كتاب الله وكلامه..
اذدردت ريقها مردفه
: خصوصا اني لاحظت ..انك ما عندكش مصحف في البيت ..
نظر لها وهو مازال على زهوله .. كم يود الآن ان يتركه ويتركها ..ويترك العالم ..ويذهب في عزلة ..عزلة للأبد ..وهناك شعور آخر يتسابق ..بل يتصارع مع ذالك الشعور وهو ..البكاء ..البكاء الان بأحضانها وهو يضمه الى صدره ..متى سينتهي من ذلك الصراع بداخله ..اذدرد ريقه بصعوبة ليستقيم ناهضا بملامح وجه جامدة .. جعلتها تنظر له باستغراب تستنكر بداخلها ان تسأله الم تعجبك الهدية .. ليأتيها رده يشكرها بإقتضاب قائلا
: شكرا ..بعد اذنك ..
ثم خرج سريعا لم ينتظر حتى ردها عليه ..استغربت ردة فعله كثيرا ..نظرت في أثره بتعجب منزعجة بداخلها من تصرفه ..
هكذا فقط ..ورحل بين يديه كتاب الله ..هديتها ...
_____________________________
أنت تقرأ
أحيت قلب الجبل
Mystery / Thrillerهو ثابت كالجبل .. مهما عصفت الرياح .. او رعدت السماء ..لم يهتز ،ارسل له القدر نسمة هواء تحمل له زهرة ..استوطنت بقبله .. فدبت فيه الحياة