1

40.6K 945 119
                                    

تُمسك بفرشة التلوين الخشبية وتعضها من غير وعيٍ منها تنظر بِعمق للمشهد الذي أمامها وتستشعر جميع أصوات الطبيعة لتخلقها بلوحتها بطريقةٍ ما ! الوانٌ مبعثرة على العشب الذي يُحيطها و أصباغٌ تشوه بياض قميصها , تنهدت لتتناسى كل شيء ! وترُكز  رفعت شعرها الطويل بأحدى فُرشها , بدأت ...بعد مرور  الوقت أدركت أن ما تراه وما ترسمه متناقضان تنهدت بِغضب أدركت أخيراً أن الرسم الذي كان يُمتعها ويعزلها عن كل شيء لم يؤدي الغرض .. قذفت الفرشة المشبعة باللون الأخضر  بقوة عقدت حاجبيها لوهلة بسيطة ظنت أنها ستبكي قاطع موجة توترها رائحة تعرفها جيداً , خرجت من بين الأشجار زوجة ابيها و توجهت لها.

تنهدت وقالت " كُنت أعلم أنك هُنا إيرنا  " 

أنحنت زوجة والدها كاترينا الى الفُرشة المرمية وعقدت حاجبيها بِتساؤل وهي تمسكها .

رفعت إيرنا والتقطتها يدها بتوتر   " اه لقد اسقطها بالخطأ " 

إقتربت كاترينا وجلست بجانبها حدقت باللوحة وأبتسمت " إنها جميلة "

نظرت إيرنا بتوتر و أومئت

تمتعت زوجة والدها وهي تنظر للنهر المتدفق امامها وتمد قدميها حجبت أعينها عن الشمس ونظرت لإيرنا

" صديقتك ليزا .. " تنهدت وأكملت
" هيا رفيقة الألفا الشاب " 

تعقد حاجبيِ إيرنا وبغضب قالت " أعلم .. أخبرتني منذ أسبوعان  "

حاولت إيرنا الإلتهاء بجمع الألوان والفُرش كان الأمر بشكل فوضوي  .

" أعلن وصرح الألفا الكبير عن اللونا الجديدة اليوم " أردفت كاترينا.

هزت إيرنا راسها بتفهم .. أطالت النظر بِها " هل أنتِ بخير "  قالت كاترينا

توقفت إيرنا عن جمع أشياءها " لما الجميع يتسائل  حولي , ما علاقتي أنا !؟ " أردفت بِغضب

إبتسمت زوجة والدها بيأس " لا بأس عزيزتي لأنك ابنة البيتا لذا .. أنتِ تفهمين  .!؟ "

زيفت إيرنا إبتسامة  " شكراً لتفهمك لكن أبي لم يفعل! كان يُخبرني دوماً أنني اللونا لهذا القطيع "

تنهدت كاترينا  " سيتفهم يوماً ما , هو مثل الجميع ظن أنكم مُقدرون " 

صمتت إيرنا كان الجميع يظُن أنهم مُقدرون حتى هِيا أحياناً

تنهدت زوجة والدها بِيأس و وقفت  ,  أبتسمت قائلة " لا تتاخري سيقلق والدك "

أومئت إيرنا بِتفهم .

رفعت رأسها ومددت قدميها فور غياب زوجة والدها بين الأشجار , أستنشقت أكبر كمية من الهواء تستطيع إحتوائها , نظرت حولها بتشتت تعوم في أفكارها شعرت بالوحدة بِشكل غريب وكئيب , لكنها تعلم في قرارة نفسها أنها لم ترغب أن تكون مع أحد إلا شخصاً واحد
وهو " جاستن " هو ذاك الشاب صاحب الخِبرة العالية بالتدريب كانت هذه هيا البداية لهذه العلاقة المُضطربة .. هذه العلاقة التي زودت إيرنا بالغذاء الكافي لتُرحب باليوم الجديد بِسعادة بالرغم من أنها تعلم العُقوبات التي ستحدث إبتداءً من روحها إذا عكرت الأحداث وكُشفت علاقتها السرية مع جاستن الى والدها والقطيع بِشكلٍ  عام ! لكنها إستمرت بالإنهمار بِهذه العلاقة التي تُشربها السعادة كُل يوم , كان جاستن محارباً شرساً لكنه كان رجلاً حنوناً جداً حين يُدربها , كان يُلقي النُكات طوال الوقت ويجعلها تضحك كثيراً كانت طفلةً خجول أمامه ومراهقةً شغوفةً بِكل ما فيه , كان غامضاً بالنسبة لها وهذا ما دفعها أكثر حوله , كان لديه العديد من الأصدقاء لكنه دائماً ما كان يتنزه وحيداً ليلاً , كان حياته بالنسبة لها غريبة ومثيرة جاء للقطيع هُنا وأستقر بعد معركةٍ طاحنة في قطيعه ,  توفت أخته المُصابة التي كان يحملها طوال الطريق فور وصولها , دفنها بنفسه بِهدوء ثم تدريجياً  أنهمر بالتدريبات بالساحة ومساعدة افراد القطيع لا زالت تذكُر تساؤلات والدها عنه قائلاً أن الشاب الجديد أعتاد على العيش بسرعة ولم يسأل عن قطيعه أبداً , أثبت جاستن حضوره حين تكرر طلبه لمكتب الألفا وأعترف كبار القطيع بذكاءه و حُسن حكمته وادارته كان هذا سبباً لغيرة الالفا الشاب تايلر الذي كان مقرراً أن يكون رفيقاً لها ,  أصبح هذا سبباً رئيساً لتقع ايرنا  بِجاستن أكثر  قائلةً أن لا بأس في أن لا تكون اللونا   .

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن