22

9.2K 486 441
                                    

CH 22

22- وحيدة مثل شجرة الوادي .

عندما تلاقت عيناهما زمجرةٌ غليظة شرسة خرجت من صدر جيرالد  وتلتها عدة زمجرات إندفاعية وحماسية أخرى مما جعل صداها العال يتردد في الوادي المظلم والذي بدوره جعل الخوف الغريزي يتنامى في أحشاءها تراجعت بشكلٍ تلقائي إلى الخلف ومع ذلك ألقى بيلي القبض على يدها فوراً عندما لاحظ تراجعها وقعت عيناها على بيلي الذي كان ينظر لها بكل أسف !

" لا تفكري أبداً في الركض" همس في أذنها .

صرخةٌ حيوانية غليظة دبت الذعر في عظمها جعلتها فوراً تستدير نحو الرجل أسفل الوادي الذي بدى كما لو كان ثائراً من وقوفها دون أن تتقدم كانت مرتبكة! متوترة! خائفة! لم يكن المشهد أمامها وكل وتلك الأصوات التي كان يصدرها شيئاً مألوفاً ! كان غير قادرة على تهدئة تنفسها مهما حاولت و غير قادرة على منع نفسها من النظر إلى الكائن الذي كان تارةً يزمجر وتارةً يصرخ و الذي لم يكن ذئباً كاملاً ولا بشرياً كاملاً !

"  هيا بنا تأخرك سيزيد الوضع سوءاً " قال

ثم أضاف .

" سـأعاونك على النزول هاتي يدك " قال

" هل سـيؤذيني" همست بتوتر .

لم يرد و واصل تثبيتها  في النزول في الطرق الوعر .

" بيلي " همست

" لا .. لن يؤذيك"

" لما أخبرتني إذاً أنك ستكون قريب بيلي لا تكذب علي " قالت وهي تصر على أسنانها وفي أخر جملتها خرج صوتها راجف !

توقف وهو يحدق بها عندما عاندت قدامها و توقفت عن مواصلة المسير .

" لما طلب منك جيرالد أن تكون قريباً هاه " همست وهي تقترب من وجهه و تنظر بأعينها الذابلة و تضغط على يداه كما لو كانت تتوسل و  تحثه على الكلام.

"  أنت بشرية من ناحية جسدك أقصد.. أنت هشة جداً !  سيكون الأمر أصعب في حالتك يمكن أن يؤذيك الذئب بشدة و هو يقصد أن يداعبك فقط " قال

ثم أضاف

" قد يكون قاصداً لمس وجهك فينتهي الأمر في تحطيم رأسك دون أن يدرك " همس

كان تحدق في بيلي و هي مجمدة تماماً مليئة بالتوتر الذهني ترغب في التراجع و العودة  .

"لا تخافي أرجوك لا تخافي .. لقد أخبرني جيرالد أن سينتبه بشكلٍ كاف "

ومع ذلك لم تستطع ألا أن تخاف و هي تفكر في الرجل أسفل الوادي تدرك حقيقة أنها لا تدري شيء عنه البتة .

" فقط إن إحتجتي شيء أصرخي علي سأكون قريباً " قال

لم ترد لم تستطع أن تقول حرف .

كانت عيناها كما لو كانت مجوفة و خالية تماماً من أي إحساس وهي تدرك أن ذلك كان أمراً لا رجعة فيه فور ما مدت يدها النحيلة التي ترتجف كالغصن في خضم العاصفة و مع ذلك كانت يد بيلي الفولاذية تثبتها و تقودها إلى الأسفل كانت خاضعةً تماماً  على الرغم من أنها غير قادرة على دفع إحساس الخوف منها ! كان جسدها ينهمر بشكلٍ سلس إلى الوادي كما يصب ماء الشلال إلى الهاوية .

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن