24

7.7K 510 289
                                    

24

CH:24

24- ليلةٌ قمرية مدهشة

أغمضت عيناها في حرج مرير و هي تدرك حقيقة أن جيرالد رأى نظراتها الفضولية و التجاهل الأن لم يكن سوى فعلة حمقاء مررت أصابعها الراجفة على بنطالها بشكلٍ متوتر و سارت نحوهم داهمتها رائحة الدماء و الحرق مما جعل أنفها يكشر و معدتها تضطرب مما جعلها تدرك حقيقة إستعجالها في الانصياع و القدوم .

في تلك اللحظة رفعت رأسها و فور ما وقعت عيناها على جيرالد يراقب كل تحركاتها شعرت بالإرتباك بسبب التحديق الغير منقطع مع ذلك لم تنقاد نحو رغبتها في الإبتعاد و الرجوع تابعت في تردّد و في ثوانٍ  أصبحت أمامهم .

" مالأمر " سألت و خرج صوتها خافتاً .

" أنت جائعة أجلسي " قال جيرالد في نبرةٍ باردة.

فور ما أدركت أن جيرالد فسر نظراتها الفضولية على أنها جوع و رغبةٌ في الطعام أحست في نوعٍ من الحرج يكسوها .

" أنا لست جائعة " تفوهت بهذة الكلمات فوراً ، حدق بها بنظرةٍ باردة كما لو لم يصدقها .

" يجب عليك الأكل حتى لو أنك لست جائعة لا يزال أمامنا طريق طويل" قال جيرالد في صوتٍ أجش و نبرةً أكثر حدة .

"  أنا .. شبعة " قالت في نبرةٍ هادئة وهي تتراجع إلى الخلف دون أن تعير أي إهتمام إلى جيرالد الذي كان يُحدق بها بكل إهتمام .

" لم أذن لك بالذهاب " قال جيرالد بحدة على الرغم من نبرته الهادئة إلا أنها شعرت بالموجات الشرسة التي تصدر من جسده مما أجبرها على التوقف فوراً !

" من فضلك لونا .. أجلسي معنا و كُلي تحتاجين إلى الطاقة " قال بيلي في نبرةٍ هادئة ومع ذلك لاحظت نظراته المناشدة فور ما أدركت المقصد عندما وقعت عيناها على لوجن الذي كان يُحدق بها و بسمةٌ خبيثة ترتسم على شفتيه عدلت عن قرارها بالذهاب .

إعتلى الجمود ملامحها و هي تدرك أن أخر شيء سيُهم هو رايها ! فور ما جلست في المكان الوحيد الفارغ حول النار التي تنفث الرائحة العفنة الثقيلة للَّحم المشوي بقي جميعهم صامتون على عكس السابق فقط صوت فرقعات النار و صوت حفيف الريح وعلى الرغم معدتها المضطربة و الغثيان الذي بها ألا أنها لم تتحرك البتة و ظلت في مكانها كما أمرها جيرالد أن تفعل وكما لمح و أستنجد لها بيلي أن تفعل .

كانت تُحدق في النار دون غيرها تشعر في النظرات التي تمسحها بين تارةٍ و أخرى و مع ذلك لم ترفع عينها شددَّت قبضتها على بنطالها تكبح رغبتها في العودة ثبتَّت عيناها على قطع اللحم و هي تتحول إلى اللون الغامق دليلاً على نضوجها وترى فقط يد بيلي تحرك تلك الأسياخ  من حينٍ لأخر.

قاطع أخيراً هذا الصمت الكئيب المحرج لوجن الذي كان يتحدث إلى الرجلين أمامها دون أن يعيرها نظرةً واحدة و كأنها لم تكن حاضرة تحدث عن أشياء لا تعرفها و عن أشخاص لا تعرفهم  مستخدماً بعض الكلمات التي لا تقال في حضرة النساء و مع ذلك إسترسل في الحديث وكأن شيء لم يكن و أكثر ما أزعجها هو الوصف الدموي والجرئ لبعض الأحداث .

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن