31

14.3K 529 789
                                    



CH - 31

31- معشر الهلال

لم تستطع إلتقاط أنفاسها بعد تلك الصرخة كان شفتُها ترتجف دون توقف من الغيظ كان جسدها ينتفض كما لو أن هذة الثلوج تحتها ما هيَ إلا براكين منصهرة ! كانت صرخات الاستنجاد الصادرة من تلك الفتاة تقضي على لُقمة العقل الباقية برأسها !

كانت إبريل تزحف على الأرض بين الثلوج الكثيفة بساقٍها المصابة نحو صوت تلك الصرخات مما أحدث على الأرض خطاً طولياً يتخلخله بعض قطرات الدم الحمراء بينما الدمع ينهمر من خديها دون توقف وهي تصرخ بأسم أختها !

توقف الجميع خلفها يُحدقون في صمت و على الأرجح كانوا يشعرون بالتوتر من العواء الوحشي الصادر من ذئب عالِ المقام كهاليغ !

وفي لحظة سريعة خضم كل هذة الأحداث خرجت فتاة شقراء كالرصاصة  من سُرعتها من بين الأشجار والثلوج في وجهٍ مذعور وعينانٍ جاحظتان ولكنها تركض وكأن هناك قوةٌ خفية ملحاحة في قدميها تركض نحوهم بقوةٍ لا سبيل لإيقافها ومع تلك الرغبة في النجاة إلا أن هناك يداً عملاقة وحشية ألقت القبض عليها !

شَّهقة الذعر خرجت من حلق الفتاة وهبط رأسها نحو الأرض عندما شعرت بأن رأسها محكومٌ تحت قبضةٍ وحشية فور ما رقد جسدها على الأرض هامداً و صرير البكاء الذي لا يكاد يسمع من اللهاث الوحشي لهاليغ الذي جثم فوقها كالذئب دون أن يتحول بشكلٍ كامل كان فمه مفتوح بشكلٍ كاملا وعلى الرغم من الجو البارد إلا أن حلقه كان يفيض من الرطوبة وهي ترى اللعاب ينهل , كان كالمسعور !

"أتركها " صرخت !

" إيرينا إبتعدي هو على وشك التحول " قالت جويس في نبرةٍ ذعر والخوف يلطمها كطعنة خنجر كما الجميع حولها وهي ترى هاليغ ذاك الذئب القوي عالٍ المقام وهو يفقد كل ذرةٍ عقل في رأسه ، كانت تسحب يدها كما يُسحب الغريق ومع ذلك دفعتها كان عقلها يدور ويغمغم حول تلك الفتاة المدفونة في الثلج وفوقها وحش مجنون !

" اللعنة عليك قلت لك أتركها " صرخت

" إدلين " خرج صوت إبريل أجهش من البكاء والذعر !

لم يتركها لم يتزحزح حتى وكأنها غير مسموعة غير مرئية شعرت بالعرق الحار ينهمر من رؤوس أصابعها ويسقط بشكلٍ قطرات صغيرة حارة بالثلج الباردة تحت قدماها ، كان يثير حنقها كان يثير جنونها فور ما راحت قدماها تسير في خطى واثقة نحوهم فور ما شعرت في قبضة غليظة تُمسك كتفها وتمنعها من مواصلة المسير .

" أرجوك ! سيدتي لا تفعلي سيؤذيك " قال أحد المحاربين و هو يُحدق بها في نظرةٍ متوسلة !

" أبتعد عني " صرخت وهي تدفع الرجل حتى أرتطم على الأرض تدفق الدم الحار المتعكر في عروقها وفي صدرها حتى شعرت بالضربات المندفعة على ضُلوعها وهي تسير نحوهم سمعت أصوات بعضهم وهي تمنعها من الذهاب و مع ذلك لم تتردد .

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن