27

9.2K 564 637
                                    



Ch27
27- تلاق وعناق , تلاق واحتضار

كانت تُحدق في نظرةٍ محبطة متوترة وعلى الرغم من أعصابها المتشنجة إلا انها خطت خطوةً تلقائية نحوه عازمة على أخذ أجوبة من الرجل الساكت أمامها دون ينظر لها كما لو أنها غير موجودة بينما هي كان الرجل أمامها هو الوحيد في كلّ محيطها وقبل أن تتبد طاقتها البطولية تحدثت !

" جيرالد أنظر لي ، تحدث معي "

في لحظة خاطفة كما البرق أستدار نحوها وفور ما سحبها نحو جذع الشجرة واضعاً يده الفولاذية تحت ذقنها مثبتاً وجهها قبالة وجهه حتى التقت نظرتها المرعوبة في نظراته الحادة مما أثارت فزعها حاولت دون جدوى أن تحرر وجهها من بين يده إلا أن تلك الأصابع كانت قد طبعت بصمتها بالفعل على جلدها !

لم تعد عيناه تُحدق في عيناها كانت الأن متجهةً كما السهام نحو مكانٍ أخر لاحظت في تلك الأعين الرغبة في تقبيلها مما جعلها تُحاول الأفلات لكن شفتيه أطبقتا على شفتّيها قبلها بإنفعال وعنف ممسكاً رأسها من الوراء عادماً رغبتها على الهروب !

لجأت إلى كل ما تملك من قوة لدفعه بعيداً ومع ذلك لم يتحرك مما جعلها تمسك وجه بكلتا يديها محاولةً ردعه إلا أن ذلك لم يزده إلا عناداً وأشتدت تلك القبلة عنفاً مما جعل عيناها تدمع من الألم كان الشعور كما لو تُخمش.

ظلت تضُّرب وجهه و صدره وكل جزء من جسده تمكنت يداها الوصول إليه كان تشعر بالأنتهاك كانت تشعر بأنها مُستغلة ! بأنها ضعيفة ! صارت قدماها تضربان الهواء تارةً وتارةً قدماه كانت تفقد أخر ذرة صبر في علقها مما جعل غرائزها الدفاعية تصبح هستيريةً و وحشية !

أفلتها أخيراً فور ما أبتعد خرج من حلقها المسدود والمكتوم نشيجٌ حاد كما العويل ! فور ما هبطت على الأرض الجليدية شعرها مجعدٌ تماماً بشرتها محمرةٌ و فور ما راحت تبكي كما الطفل الصغير ! بينما جيرالد بصق بعيداً عنها وراح يمسح فمه بيده العارية

" لما فعلت ذلك ! " سألت وعلى الرغم من بكاءها إلا أن نبرة السخط والنقد واضحة ! أقترب منها جيرالد وجلس أمامها على ركبةٍ واحده .

" هذا جواب سؤالك " قال بصوتِ خال من كل تعبير !

نظرت طويلاً دون أن تنبس بحرف ! لم تفهم !

" لست أنا من فر هارباً في أول لقاء لست أنا من أراد الرفض في البداية " قال وهو ينُظر في عينها !

" ولست انا بالطبع من حزم حقائبه مقرراً الهروب في تلك الليلة ! أسئلتك التي طرحتها عليك أولاً الإجابة عنها " قال هامساً في أذنها .

ظلت عيناها تذرفان الدموع محدقةً به دون أن تتفوه بحرف لم تدر مالذي عليها أن تقول ! ومع ذلك شعرت بيد جيرالد تُمسكها وترفعها وعلى الرغم من نفورها من ملامسة الأيدي التي تهجمت عليها إلا أنها لم تقاومهما شعرت بِصعوبةٍ في التركيز بصعوبة في التفكير من مقدار معرفته بأشياء ظنت أنها غير معروفة !

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن