26

7.1K 486 387
                                    


CH 26
26-عالمك مكانٌ لا أنتمي إليه .

كانت تسير دون إعارة أي اهتمام إلى وجهتها تسير كما يسير المُحتضر كما يسير المُتوفّ عيناها ذابلتّان من شدة الكدر و ذهنها غائم كانت روحها تنشج من غير دموع ! الم حاد بدأ يذوي ، ألم جديد غير إصابتها الجسدية من شدة السحب والسقوط ! كان ألم حارقاً في قلبها طغى على أي شَّىء أخر !

مر في خاطرها عيشتها السابقة والأن إلى أي حد وصلت من المهانة ! ..وعودٌ و أيمان والدها بالحياة الكريمة إضمحلت و إندثرت في نار ذاك اليوم المشؤم  غضبٌ جامح و حزن مرير يطغى عليها كانت تشعر بالذُل و الخزي !

بدأت تدريجياً تشعر بالخدر والوهن في عظامها فور ما هبطتَ على أطرافها خنقت في قبضة يدها كومةً من الثلج والتراب خرج من حلقها أنينٌ شبيهٌ بالصريخ المكتوم كان جسدها مشدوداً ورغبتها في رد إعتبارها جامحة !

وضعت رأسها المثقل على الثلج القذر زادت قبضتها على كومة التراب حتى أحست بالألم الصريح في أظافرها مهما حاولت عض شفتها إلا صوت أنين القهر كان مسموعاً كان الحقد ينصب ناره في قلبها !

كانت يدها وركبتها التي جثوت بها على الثلج البارد تفرك الأرض كما لو  كان فضاء هذة الغابة ضيق كان ذهنها يُفكر إلى أي حالٍ وصلت إليه كانت تفكر في كل شيء تارةً واحدة كل شيء يزيد حنقها وحزنها كانت هابطة على الأرض كما الجريح تكاثفت عليها أفكارها في هذة الدقيقة المدوخة !

تأوهت ! من حنقها من غيظها و ضغنها و من قلة الحيلة !

" إيرينا "  سمعت صوت جويس من خلفها

لم تستدر ولم ترد ! عضعَّضت شفتها و أختفى صوت أنينها و توقفت اظافرها المتلهبة من فرك الأرض القاسية !

" إذهبي جويس " قالت في نبرة هادئة دون أن تستدير كانت تشعر بالحرج كيف رأتها وهي تجر وتسحب من قبل الرجل الذي كان يطلق عليه رفيقها.. رأتها كيف تهان !

" لقد طلب مني الألفا أن ألحق بك لقد تأخر.." قالت جويس في نبرةٍ في حزينة ولكن فور ما قاطعتها إيرنا وهي تستشط غضباً !

" اللعنة عليه"

" إيرينا  " همست جويس في نبرةٍ حانية !

لم ترد

كانت صوت شهيقها وزفيرها مسموعاً و واضحاً ينم عن غضب واضح و صريح !

" دعينا نعد قبل أن يأتون هم .. هيا بنا  " قالت جويس .

سندت إيرنا ظهرها على أحد الجذوع و هي تُغطي وجهها بكلتا يديها دون أن تجيب عليها !

" إيرينا .. هيا بنا "

ثم اضافت عليها عندما لم ترد .

" ستتحسن الأمور .. المشكلات تحصل بين الرفقاء ولكن سرعان ما تتحسن علاقتهم" قالت جويس

إبنة البيتا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن