"الفصل الثالث"

8.2K 250 56
                                    

(الحورية والوحش) 3

فى عصر اليوم كان يقف ينظر إلى البحر من خلال نافذته شارد فى ماضيه فـكل إنسان منا لديه ماضى..يوجد من يتخطاه ويوجد من ينحصر داخله إلى الأبد ولا يستطيع الخروج منه..،وهو الآن لا يعلم من هو فى هاتين ولكنه يعلم أن كل من سبب له الأذى لن ينعم فى حياته طويلاً.

فى مساء ذلك اليوم..

كان يجلس خلف مكتبه يباشر أعماله وبجانبه تقف فتاة جذابة تبتسم له بحب وتنظر له وهو يتابع التوقيع..، أعطى لها الملفات وهو يبتسم ويغمز لها..، مشيت عدة خطوات مبتعدة عنه ولكنها توقفت وأستدارت على صوت تهشم الزجاج..، جحظت عينيها برعب ووهى تنظر إلى هذه البقعة الحمراء التى أخذت تـتسع على المكتب بعد أستقرار أحدى الرصاصات فى رأسه..، أفاقت من صدمتها وصرخت بشدة وهى تبكى بعنف..

يقف أعلى أحد المبانى السكانية العالية..، وهو متنكر فى زى أسود مع كاب أسود يغطى جميع ملامحه يصوب القناصة على جهة معينة..، وأبتسم بأنتصار حينما أصاب هدفه.

...............................

فى اليوم التالى..

كان نائم وهو يضع الوسادة على رأسه بأزعاج من صوت الـضجيج الذى يأتى من الخارج..، حاول النوم مجدداً ولكن لم يستطيع..، ترك فراشه بأنزعاج وخرج من غرفته وجد تلك السيدة الأربيعينية السيدة أم عبده التى أت بها عبدالصمد فى الأمس تنظف المنزل..، أتجه إلى المرحاض متجاهلاً تحية الصباح التى تلقاها من السيدة أم عبده..، نظرت له بلامبلاة وأكملت عملها فهى معتادة على العمل عند أشخاص بطبعه الجاف..، أتجه ياسين إلى غرفته يبدل ملابسه إلى ملابس رياضية..، وعندما كان فى طريقه لذهاب أستوقفته الخادمة..

:يا بيه..أنا هخلص تنضيف وأمشى معلش لأن سيبت أبنى تعبان لوحده فى البيت ومفيش حد معاه

نظر لها بضيق وزفر بتشنج:يعنى مكملتيش يومين على بعض فى الشغل.. وجاية تستأذنى بدرى!! "نظرت له بحزن بينما زفر بعنف وأستطرد" خلاص روحى..بس بكرا تيجى فى معيادك وتمشى فى معيادك..أنا مش كل يوم هأكل برا..مابحبش كدا

حركت رأسها بأمتنان وشكرته وذهبت لتكمل عملها..

دلف خارج المنزل لمحها تقف أمام المصعد فى أنتظار صعوده وبرغم أنه كان سوف يأخذ السلالم لكنه وقف جانبها..، لاحظت وجوده فـتوترت وأشاحت نظرها عنه وحاولت أن تظهر بمظهر ثابت معاكس على ما تشعر به فى تلك اللحظة..، مد يده إلى زر المصعد الذى بجانبها ولكنه صدم من ردة فعلها حيث تراجعت بعنف لخلف..، حمحم بخشونة وقد ضايقه فعلتها ضغط على زر المصعد وبعد لحظات أت المصعد أشار لها أن تدلف..، ترددت فى البداية ولكنها حسمت قرارها ودلفت أخيراً..، كان ينظر إلى ترددها ببعض الدهشة فهى حقاً تخشاه!!

الحورية والوحش (بقلم: هاجر مجدى _Hager Magdy) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن