"الفصل الرابع"

7.3K 234 50
                                    

(الحورية والوحش) 4

عندما دلفت إلى محل عملها..وجدت ذلك المدير البغيض الذى تمقته حد اللعنة يقف يبتسم إلى أحد الذبائن وينحنى له بأحترام..

رمقته بنظرة أزدراء ثم حاولت أن تنسحب سريعاً إلى غرفة الملابس قبل أن يراها ولكن كيف لها ذلك؟!!

أوقفها ندائه فأستدارت ونظرت له بترقب..

أستطاعت رؤية الخبث الذى يكسو أبتسامته ونظرته المصوبة عليها دب الرعب فى أوصالها وكادت أن تخور قواها فهى تكاد تقسم بأن الشر متجسد أمامها على هيئة أنسان..،نظر لها وكلماته التى ألقائها أكدت لها ما شعرت به فى نظراته..

أقترب منها بشدة وهمس بجانب أذنها بخبث شديد..

:غلطى وكنت مستنيكى تغلطى

أبتعد عنها ومازال يبتسم تلك الأبتسامة..حاولت أن تدارى خوفها وتستجمع كلمات ترد بها عليه ولكنه لم يمهلها وسحبها من يدها و دلف بها إلى مطبخ الخاص بالمطعم تحدث بصوت عالى بشدة لكى يستطيعوا سماعه..

:هدوء...هدوووووووء!!

صمت الجميع بعد لحظات وعم الهدوء المكان ونظروا كل العمال له بترقب..فنظر لتلك التى تقف بجانبه لا قوة ولا أدراك لديها ولا تعلم ماذا يخطط أن يفعل بها؟!

_مدام حور زى ما أنتوا شايفين متأخرة على ميعاد حضورها..و دى مش أول مرة..مرة أبنى تعبان ومرة تانية بطعمه ومرة ومرة ومرة تقريباً المدام فكراها حضانة أو جمعية تعاونية لا يا مدام ده مكان أكل عيش..فى مواعيد تلتزمى بيها زيك زى باقى زمايلك..و ده مش أول إنذار ليكى أنا حذرتك كتير قبل كدا..عشان كدا أتفضلى ومشفيش وشك تانى..عدى على الحسابات خدى باقى حسابك..هى ناقصة!!

بالطبع كان يتحدث وصوته يعلو تدريجياً وما أن أنتهى من حديثه حتى أتجه أمام الباب عابراً أمام تلك التى تبكى دون أرادتها من شدة الأحراج والضيق الذى سوف يحل بعائلتها لخسارتها مصدر رأس مال ولكن لأن كرامتها كل شئ تمتلكه كما تعلمت من والدتها رفغت رأسها ونظرت لزملائها الذين ينظرون إليها بشفقة ثم مسحت تلك الدموع التى تسبب ذلك الحقير فى هبوطها وأستوقفته..

حور بجمود..

:أستنى ثانية قبل ما تخرج..كنت عايزة أسألك سؤال

قبل أن تعدو قدمه خارج المطبخ أرجعها مرة أخرى ونظر لها بسخرية أستدار وعقد يديه وأشار لها بأستهزاء..

:أتفضلى أسألى!!

تحركت إتجاهه حتى أصبحت أمامه على بعد سنتمترات نظرت إليه بسخرية أشد وتحدثت ببرود شديد..

الحورية والوحش (بقلم: هاجر مجدى _Hager Magdy) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن