"الفصل الثامن عشر"

3.8K 131 28
                                    

اللهم صلى على النبى الأمين ﷺ

(الحورية والوحش) 18

قبل طلوع فجر اليوم التالى عاد "مهران" إلى منزله فوجده هادئ..دلف وألقى بالمفاتيح بأهمال على طاولة المطبخ وهو يأخذ قرورة مياه من الثلاجة أخذ يتجرعها دفعة واحدة وهو تفكيره مع صديقه الذى تركه دون أن يخبره ما أخبره به الطبيب عن العملية التى تخص قدمه المصابة..هو فقط لا يريد أن يضعه فى حالة من الحزن والعجز وهو يعلم بأنه لن يستطيع على دفع المصروفات اللازمة لآجرائها وترك الأمر لوقت لاحق..حزن بشدة لأنه ليس فى يده أن يساعده ويدفع بدلاً عنه فهو ورغم من حالته الميسورة لكنه ليس من الأثرياء فهى تحتاج إلى سفر إلى الخارج..دلف إلى غرفة نومه مهموم وأخذ يبدل ثيابه بحزن..أستيقظت "نهى" ونظرت له نهضت من الفراش وهى تمسك بمعدتها بألم طفيف ونظرت له بتعجب

: أتأخرت أوى كدا ليه يا مهران؟!

لم يجيبها لأنه من الأصل لم يسمعها.. أقتربت منه وأمسكت بكتفه بهدوء ونظرت له بأستغراب

: مهران!

أنتبه لها مهران

: ها.. بتقولى حاجة؟!

: مالك يا مهران.. بقالى كتير بكلمك؟!

أشاح وجهه عنها وأتجه نحو الفراش

: ها لا مفيش مفيش

جلست أمامه ونظرت إلى وجهه المهموم

:مالك يا حبيبى..حاسة أن فى حاجة مضيقاك

أشاح وجهه بضيق عنها

: قولتلك مقيش يا نهى..خلصنا

:قولى لما أنت خرجت روحت فين والمكالمة دى كانت من مين؟؟

نهض بأنفعال وصرخ فى وجهها

:يوووووه هتفتحيلى تحقيق!!

ثم غادر الغرفة وتركها تجلس بحزن ودموع ليس لأنفعاله وغضبه عليها ولكن لأنه مهموم ويحمل داخله حزن هى تجهل مصدره؟

فى الخارج كان يجلس على الأريكة ويضع رأسه بين كفيه المتأكى بهم على ركبتيه يأنب نفسه على أنفعاله عليها وهى ليس لها ذنب ولكنه به ما يكفى من هم لا يريد أى حديث يزيد عليه..شعر بها تجلس بجانبه وضعت يدها بهدوء على كتفه لكى تنهار أخر مقاومة له بالتماسك نظر لها بعيون دامعة لتدمع هى أيضاً حزناً لحزنه ألقى برأسه داخل حضنها يضمها ويبكى كما يبكى الطفل الصغير داخل أحضان والدته..ظلت تقبل رأسه وتمسح على ظهره لكى يهداء..

سألته بعيون دامعة بنبرة صوت حزينة

:مالك يا قلب وعقل نهى..إيه وجعك أوى كدا..أحكيلى يا نور عينى والله ما قادرة أشوفك كدا

الحورية والوحش (بقلم: هاجر مجدى _Hager Magdy) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن