عشوائيات

212 16 3
                                    

المعنى الحقيقي للشخص الذي يناضل نفسه هو الذي يعيش في العشوائيات، بيئة مليئة بالخراب رغم ذلك يحاولون الوصول للصلاح، رغم كل المعانات يحاولون الوصول لأحلام كبيرة، والبعض منهم يصل والبعض الآخر يقترب كثيراً من هدفه ولكن ذلك الطموح يموت بمنعطفات الظروف، غالباً يكون ظروف مادية، الحياة بالعشوائيات حياة أبسط من البسيط، حياة البسطاء غالبا يكون بين العشوائيات، هناك الكثير من المبدعين في العشوائيات ولكن المجتمع لا يسلط عليهم الضوء بسبب المكان الذي يعيشون فيه، كمثال عندما العالم يسمع عن مدينة نيويورك يتخيلونه مدينة الأحلام بينما هو مدينة مليئة باللصوص والتحديات والصعوبات ولكن الجميع ليس مؤهل ليواجه كل هذه التحديات، خيال الناس جداً واسعة ولكن لا ألومهم فالإعلام يسلط الضوء فقط على مناطق السياحية والحياة الرائعة والحلم العظيم الخيالي، ولكن لا أحد يأبه للناس الذينَ يعيشون بين الأزقة، حياة مليئة بالديون والضغوط، نحن في العشوائيات لا نرث الأموال ولكن الأمر الأكيد نرث الديون والعادات السيئة، فلا أحد هنا ليمنعك عن أفعالك، أنت مالك نفسك طالما نبت بوجهك القليل من ملامح الرجولة، أمور كثيرة يمكنك رؤيتها في العشوائيات قد ترى طفل يبيع الخضار والفواكه وقد ترى طفل يسرق ويضرب، قد ترى عجوز حكيم ناصح وقد ترى عجوز منحرف ضائع ..
هنا في دائرة العشوائيات لا يمكنك الحكم من المظاهر فليس كل من لبس لباس المؤمنين بصادق وليس كل من لبس لباس الغرب بسارق، البعض مظهره أسوأ ما قد يراه عيناك ولكن قلوبهم أجمل من مظاهر بعض من يمثلون الإيمان بلباس الدين .. والبعض أشد ما تراه عيناك إيمانا وهو ليس إلا تاجرا بالدين، تجار الدين سلطتُ الضوء عليهم من قبل ولكن دعني أعطيك نبذه عنهم، هم ليسوا إلا لصوص يستغلون ضعف إيمان الناس ويبيعون للناس مياه وزيوت مقرئة بهدف العلاج، أنا لا أقصد الجميع فهناك الكثير من الدجالين الكاذبين، فلا تصدقوا كل من تسمع عنه أمور حسنة، البعض ليسوا بما تراه عيناك والبعض ليسوا بما تسمع عنهم أذنيك، لا علينا منهم ولكن رغم كل هذه الأمور هناك أشخاص يكافحون من أجل وقود يومهم، قد ترى الذي يلتقط العلب المعدنيه ولا عيب بذلك ولكن لن تراهم أبداً يتسولون إلا الذي ربما حالته لا تسمح له، فهناك الكثير من الناس ليس بجسدهم صحة وليس بجسدهم القوة إلا بالله، العالم متوجه نحو الرفاهية ولكن أعتقد عالمنا ما يحتاجه هو توفير فرص عمل وتوفير الخدمات للناس الذين ليس لهم إلا الله، وربما أحد الأحلام الذي أتمناه بشده وهو توفير مكاتب حتى يكثر الناس من القراءَه، فأمةُ أقرأ تحتاج أن تقرأ، فالرؤية التي الناس تتمناه هو مجتمع مثقف واعي ومسؤول لا يهزه فكر الناس الذين يريدون إستغلال العقول البسيطه كعقول المراهقين والأطفال، فأكثر ما نراه ليس إلا غسيل أفكارنا التي تؤثر بنا بشكل جدا سلبي، في كل الأحوال يوجد الكثير من الناس التي تستطيع تغير فكر الناس، تستطيع إحداث التغيير هؤلاء موجودون في داخل هذه العشوائيات التي تحاول قتل شمع الإبداع بسبب الظروف، والبعض تخلى عما كان شغوفاً به ذات يوم فالكثير هنا يعيش حياة بلا هدف وبلا وجهة، ومن أستسلم عما كان يريده في حياته فهذا الشخص لا حياةَ فيه حتى لو كان قلبه ينبض بالحياة .

أُناضلُ نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن