ساعي

64 8 8
                                    

إن الإنسان في طبيعة خلقه ساعي، يسعى دوماً من مشوارٍ لمشوار آخر، من حين لآخر يجد نفسه تائه وسط مشاوريه، في وسط مشاويرنا الكثيرة نبدأ نلتقط أنفسنا شيئاً فشيئاً حتى نجد لنفسنا مساراً جديداً نحو سعينا، في وسط مشاورينا نلتقي كثيراً بأعين تلفت إنتبهانا بشدة لدرجة ننسى عما كنا نسعى إليه، من هنا يبدأ مشوار آخر، سعي نحو شئ جديد ما زال عننا غريب، ويبدأ لهفة وحماس الإكتشاف، من ساعي لمكتشف يخوض المغامرات، مثل ما كنت ساعياً وأصبحت مغامراً ستحولك الحياة لكثيرٍ من الأمور قد تجعلك الحياة محارباً، تحارب قوما من أجل قومك، وأحياناً كل قومك وناسك عبارة عن شخص واحد فقط ليس له إثنين، عما كنا نسعى وعما أصبحنا عليه؟
تحويلات الحياة قد يكون غريبا في بدء عمر المراهقة ولكن شيئاً فشيئاً ستعتاد على التغيير وستتقبل تغييرك للأسوأ وترجع تسعى من جديد لتغيير أفضل وسيبدأ رحلتك نحو بحث مسار جديد ومثل كل مرة ستجد أعين يلفت إنتباهك، حياة الإنسان ليس كعمق البحار والمحيط بل حياة الإنسان كالفضاء الشاسع، كل مجرة له حكايته وفي داخل كل مجره كواكبه تملك مختلف المشاعر والقصص، وأنت الوحيد الذي لديه السلطة لتدخل شخصاً ما أتى بحياتك لمجرة معينه، لكل مجرة مجراها،

السؤال هو كيف تختار مجرة معينة للبشر الذين بحياتك ؟

بالنسبة لي لدي ترتيب كامل بدءاً من الكواكب والنجوم إلى المجرات وإن أستحق فأستحق كل كوني وأكواني، وحده الشخص الذي عشقني وعرفني وتقبلني على ما أنا عليه يستحق أن يغوص بداخلي قدر ما يستطيع، فأنا لست مجرد كون يحتوي كواكب بل أنا مجرى الوجود الذي يحتوي كونٌ بعد كونٍ فضاءٌ بعمقٍ فضيع، لا أحد يعلم عن عمق هذا الفضاء ولا أحد يعلم عما يوجد قبل هذا الفضاء،
لستُ غامضاً ولكن لا أحب أن يتدخل أحد في أسراري ونقاط ضعفي،

الفضاء صامت ليس له صوت ولكن رغم ذلك البشر يتدخلون في موجات الكواكب التي تحتويه هذا الفضاء الشاسع، فكيف للبشر ألا يتدخلوا في أبسط البسيط فيك؟

أنت وحدك تعيش هذا الألم والغضب والحزن في آنٍ واحد، صدقني لا أحد يشعر بك، صحيح أنت دوما تجبر ما بالخواطر، ولكنك الوحيد الذي يعلم أشدُ علماً، بأن كل الذي تقوله ليس إلا لترميم الحزن بإستخدام الكذبات البيضاء والأمل بالله، سيفرج ذاتَ يوم ولكن لا أعلم متى، فأنا أسعى لإحداث التغيير ولكن هذا السعي أخذني بمنطعفات جديدة لم أكن أعلم بوجودها.

أُناضلُ نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن