تدخل فاديك من باب غرفة ابنها بعد سماعها الاصوات العالية وعدم قدرتها علي النوم قبل الاطمئن عليه تتفاجأ بابنها يحاول افاقه كاراجا الفاقدة للوعي علي صدره في الأرض بلمس وجنتها والخوف مرسوم علي وجهه تتعافي من صدمتها وتهتف به اثناء تحركها"ازار احملها الي الفراش "
دون تأخير يحملها بين ذراعيه ويتحرك بها سريعا ويتركها برفق علي السرير يتراجع ويقف بجانبها يراقب وجهها الشاحب والفاقد لملامح الحياة بصدمة يراقب ما جنته يداه بذهول هي بتلك الحالة بسببه... بسبب ضعفه وجبنه يرتجف برؤيتها تفتح عينيها ببطء بعد استنشاقها العطر الذي قربته والدته من انفها
تشكر فاديك ربها بصوت مسموع وتردف"ابنتي بماذا تشعرين هل نذهب للمشفى"
يمر بعقلها ما حدث منذ قليل وما دار بينها وبينه ماذا تشعر؟! سؤال بسيط ولكن لأول مرة لا تجد له اجابة بماذا تشعر حقا ..لا تشعر سوي بنار في قلبها تلتهمها لقد ذبحها وترك قلبها يلتوي بدمائه بماذا تشعر؟!
تشعر بالغضب بالغدر ،الخذلان،الأسف ،الخواء
... مزيج غريب يحرق قلبها
"لا اعرف"
تخرج منها بنبرة باكية
"اه يا ابنتي الجميلة ماذا حدث لكِ "
تقولها وهي تمسح علي شعرها برفق
"لا ينفع هكذا سآتي بطبيب "
تغمض عينيها بسماعها لصوته كأن خنجر ينغرس في قلبها ..لا تريد سماعه او رؤيته
"خاله فاديك انا بخير أحتاج البقاء بمفردي فقط لطفا "
ينسحب ازار لخارج الغرفة دون اضافة شيء اخر وهو يدرك عدم جودة اي حديث بينهم لقد انهي كل شيء وها هو يجني ما اراده لكن لم يحسب هذا الشرخ الذي اصاب منتصف قلبه او ربما لم يبالي وهو يفكر فقط في ابعادها عنه من اجل دماء اشقاءه
تراقب فاديك ابتعاده تعود لكاراجا وتجيبها بنبرة حنونة
"حسنا يا ابنتي نامي الان وارتاحي وغدا لنا حديث"
تتحرك بتجاه الباب وتنظر لها نظرة اخيرة قبل خروجها ثم تتركها وتغلق الباب تجد ابنها امام الباب عاقد ذراعيه علي صدره و ساند ظهره علي الحائط خلفه