تراه من الباب الزجاجي للحديقة جالس علي المقعد يناظر السماء وفي يده سيجارة تتحرك بتجاهه قبل تغيير رأيها
تقف علي مقربه منه تعترف بانه يؤثر بها في صمته وحديثه في قسوته وتفهمه حتي في سكونه ولا تفهم السبب تبعد افكارها لا تريد التفكير في شيء الان تعبت من تخبطها تذهب وتجلس علي المقعد الاخر بجانبه
"هل اجلس"
"جلستي بالفعل كاراجا "
يقولها بهدوء دون ان يلتف لها
"اذا كنت تريد البقاء بمفردك يمكنني الذهاب "
تقف تنوي المغادرة يوقفها صوته ونظراته تجدها
"اجلسي لم اقصد كنت امزح فقط"
يتبدلان النظرات ثواني قليلة وبهم يمحي غضبها وتجلس بجانبه مجددا تفعل مثله وتنظر للسماء السوداء فوقها يسحب نفس من سيجارته ويسألها ونظراته مثبته علي نجمة بعيدة
"كيف انتهت الزيارة هل اقتنعوا بزواجنا السعيد"
"اعتقد هذا "
يعم الصمت حولهم وتقطعه هي بنبره حزينة
"والدي كان هنا بالأمس "
يظل علي صمته تنظر بتجاهه وتردف
"بالطبع عرفت من رجالك"
يومأ براسه ويجيبها
"نعم "
تهز راسها متفهمه
"عندما اخبرتني الخالة فاديك بقدومه ذهبت راكضه واحتضنته كنت مشتاقه له كثيرا ثم بعد ان هدا الاشتياق شعرت بالغضب منه ولم استطع السيطرة علي نفسي وانفجرت به لم احتمل فكرة عدم تذكره لي قبل الأمس وعدم تكليف نفسه رفع هاتفه والاطمئنان علي ابنته الوحيدة كنت احاول اتفهمه من قبل لكن الان لم تعد لي طاقة ربما سئمت لا اعرف لكن اليوم حدث عكس ذلك... لم اغضب من جدتي كنت اتصور عندما اراها لأول مرة بعد تضحيتها بي وتركها لي دون سؤال وخاصة بعد معرفتي برفضك اعطاء شقيقتك لاكين لن احتمل النظر لها او الحديث كنت اخطط لأخبارها كم هي قاسية القلب ولم تراف بأحفادها حتي لكن كل ما فعلته الصمت ثم التعامل وكأن لم يحدث شيء ووالدتي كذلك ايضا "
تصمت قليلا وتظل نظراته متعلقة بها في حديثها وصمتها يتفهمها ويري جرحها الغائر من عائلتها ورغم غضبها منهم مستمرة في حمياتهم ومع كل يوم يمر يتأكد بان تلك العائلة لا تستحق ابنة مثلها فهي كثيرة عليهم يخرج من افكاره علي صوتها وهي تردف"امي من صغري لم تشعرني بانني ابنتها اهتمامها كانت تصبه علي اكين فقط وبعد دخوله السجن لم يتغير شيء ايضا.. كنت اشعر بالغيرة من اكشين وحب الخالة ندرت لها كنت اظن بان الخطأ بي لكن بعد ما حدث لنا وما فقدته لم التفت ورميته بداخلي مجددا... "
ترفع يدها وتدفع شعرها خلف اذنها
" لم اعد افهم نفسي ولا اعرف ايضا لما اشرح لك هذا"