"ماذا سنفعل يا اخي"
يبتسم بتهكم كأن والدته تركت له ما يفعله يكاد يجن من الأمس وهو يدور في حلقات فارغه لو فعل ما تقوله سيشعر انه يتخلى عن أشقاءه يخونهم ولو رفض لن تسامحه يتمني لو تأتيه رصاصه الرحمة الآن وترفق به وامامه يقف يلماز محترم صمته يفهم تخبطه وما يعانيه بعد قرار والدتهما من قال لها انها هكذا تحمينا هو يفضل الموت علي ترك دم اخوته علي الارض "اخي أعطيني الضوء الاخضر وسأذهب وانهي جومالي في المشفى ولن يكون هناك طريق للصلح حتي لو كان الثمن غضب والدتي علي"
يقوم من مكانه ويقرب شقيقه اليه عن طريق لمس راسه من الخلف
"يلماز اياك ان تفعل ما تقوله لن ارميك في الخطر واقف اشاهدك تلك حربي لقد وعدت والدتك بالا يحدث لكم شيء بسببِ لا تقلق لن يبقي دم سافاش وسيهان علي الارض ولكن الان علينا ان نتراجع قليلا هل تفهمني يا اخي"
يومي يلماز راسه امام شقيقه الكبير ويحتضنه ازار ويردف
"لن اسمعك تقول ما قولته مره اخري "
"كما تريد اخي"
يقول وهو يبتعد عنه "حسنا العمل اليوم تحت مسؤوليتك وان حدث شيء اتصل بي سأخرج الان " "الي اين"
"اريد تنفس بعض الهواء"
ينهي جملته ويخرج من الشركة يشعر بالاختناق وكأن هناك ثقل علي صدره يأمر رجاله بالبقاء وعدم تتبعه يستقل سيارته ويبتعد
الثقل علي صدره يزيد ويضغط عليه يوقف سيارته علي طرف الطريق ويترجل منها
يتنفس بصوت عالي يحاول ادخال اكبر قدر من الهواء الي صدره يستند علي سيارته ويحاول تنظيم انفاسه ماذا يحدث معه لما القدر يعانده دائما "اللعنة " يضرب سيارته بغضب وكل ثانية تمر نيران غضبه تزداد وتنتظر اللحظة التي ستحرق تلك العائلة معها ---------------------------------------------------------
تجلس كاراجا علي فراشها من بعد حديثها مع جدتها بالأمس لا تستوعب ما حدث هل وافقت حقا علي الزواج من عدو عائلتها والتي رأت الكره والغضب في عينيه تجاههم عن قرب تظهر نصف ابتسامة ساخرة علي شفتيها وكأن موافقتها او رفضها سيغير شيء جدتها قررت وانتهي الامر لازال صوتها يتردد ف اذنيها وهي تخبرها ان زواجها من ازار فقط يمكنه انهاء تلك الحرب واذا كنت لا اريد رؤيه ابي او اخي يوما مكان عمي جومالي فعلي ان افعل ما تقوله وبالفعل اعطتها الموافقة واتيت الي غرفتي ولم اخرج منها ولم يأتي الي احد تمسح دمعه سقطت منها سريعا لا لن تبكي ستفعلها من اجل عائلتها كما قال جدها العائلة هي كل شيء وحتي ان كان ستضحي بنفسك من اجلها ستفعلها
وها اتي دورها تسمع طرقات علي الباب ويخرج صوتها رغم عنها مهزوز وهي تسمح بالدخول تري امامها زوجة عمها سعدات وخلفها والدتها والتوتر ظاهر عليها تدرك ان جدتها اخبرتهم "كارجا"
تقولها سعدات بنبره حزينة وتقترب منها تضمها
"لا تقلقي يا صغيرتي والدك لن يسمح بهذا بالطبع ولا اعمامك سنجد طريقة " "نعرف ان لا توجد طريقة اخري الا هذه وانا وافقت وتحدثت مع جدتي "
"لكن" تقاطعها كاراجا
"ان كانت تلك الطريقة الوحيدة لمنع دفن احد اخر سأفعلها لا تخافي علي"
"اه ابنتي الشجاعة قليلة الحظ" وبجانبهم تقف عائشة لا تعرف ماذا تقول لأول مره تستوعب تلك الفجوة التي بينها وبين ابنتها تنظر لها كاراجا تنتظر ان تقول شيء وتلاحظ توترها تريد ان تحتضنها الان وتقسم ستسامحها فقط لو تجعلها تشعر حقا انها ابنتها
"جدتك قالت بانهم قادمون الليلة لطلبك"
ترتسم الخيبة علي ملامح كاراجا ماذا كانت تنتظر والدتها لن تتغير تومي براسها ولا تستطع الحديث
"حسنا سنتركك ترتاحين قليلا قبل ان تستعدي"
تقولها سعدات ثم يخرجان ويتركاها بمفردها
---------------------------------------------------------------------
تجلس نهير علي احد المقاعد امام البحر الذي يشبهها كثيرا ظاهرها هادي وداخلها امواج ترتطم بها ولا تتركها تأخذ انفاسها تخرج من افكارها علي صوت هاتفها تخرجه من حقيبتها وتري اسم مراد امامها تجيبه ويصلها صوته الهادي
"صباح الخير طبيبتنا التي لا تأتي ولا تتصل"
"صباح الخير مراد معك حق اعتذر ولكن انت تعرف ما امر به "
"اعرف لهذا اريد ان اكون بجانبك ليس جيدا البقاء بمفردك انت حتي عائلتك لا تعرف مكانك " "كيف عرفت" "يلماز اتصل بي يسأل عنك واتوا ايضا رجال شقيقك ازار "
"فهمت واعتذر مره اخري لو احد سبب لك أي ازعاج"
"لا داعي لأي اعتذر واتمني ان تتصلي بهم علي الاقل لأجل والدتك لا تقلقيها عليكِ "
"سأفعل" "حسنا وانت كيف حالك"
"بخير وانت "
"بخير وكيف حال ياماش هل حالته افضل"
تصمت قليلا ولا تعرف ماذا تخبره ياماش كان من المفترض ان يكون مريض لديه ولكن استطاعت اقناعه بسبب حالتها بان يتركه لها تعالجه ولم يشك بها اطلاقا وراي ان الافضل لها الانشغال بعملها "نهير هل انت معي" "نعم معك وياماش حالته تتحسن لا تقلق"
"جيد حسنا لن اشغلك كثيرا الي اللقاء"
"اللي اللقاء "
تغلق الهاتف وتنظر امامها وتظل علي صمتها كما كان قبل اتصال مراد
نهاية السقوط الخامس
