كانت جالسة تنتصف فراشها في تلك الغرفة، هي نفسها الغرفة التي تشهد هزائمها للمرة الثانية علي التوالي، للمرة الثانية تفقد قطعة من روحها بدون سبب واضح يُهدي من شظايا روحها المُنهكة، باتت كلمات التخفيف عليها عادية، عادية جداً لا تزيل من تفتيت روحها المُبعثرة بل تزيدها إشتعالاً، تسلخ قلبها بلا رحمة، ها هي تذوق من نفس الكأس للمرة الثانية
بينما هناك بالقرب منها، فقط يبتعد عنها ببضع خطوات،خطوات بسيطة هي من تفصله عنها، لا يعلم ما يجب عليه أن يغعل، أيذهب يخبرها للمرة الثانية أن كل شيء سيكون علي ما يرام وأن ما حدث لم يكن سوي قدر... نعم هو قدرها المجهول ولكن هي أنثي، وأُم.... أُم لم تسمع كلمة أمي
تقدم للداخل بخطوات مترنحة، هو بالأصل مُتعب بما يكفي، هو مثلها تماماً، وما يحرق روحه بشدة هو رؤيته لها بتلك الحالة،أقترب منها بترقب، جلس جوارها علي الفراش، مد يده يمسدها علي خصلات شعرها، يهمس بحزن: كارما متكتميش جوه قلبك، عيطيوعلي عكس ما توقع كانت صامتة، كأن علي رأسها الطير، عينيها مُرتكزة علي نقطة في الفراغ،لم تردف بحرف، زفر أنفاسه الشاقة أستدار يجلس أمامها يدس يدها بين كفيه يطبع قبلة حنونة عليهم:كارما متسكتيش كدا سكوتك دا بيحرق في قلبي، اتكلمي، عيطي، إنشاء الله تضربيني بس متسكتيش كدا
سحبت يديها من بين كفيه بهدوء،نظرت له بجمود عكس ما بداخلها تردف برتابة: زياد عايزة أروح
أغمض عينيه، زفر أنفاسه الهائجة يُهدي بها دقات قلبه المُتسارعة، خلل يده في شعره بضيق، يتنفس بعمق وهو ينظر لها، مهنته كطبيب هي من دفعته لتقبل حالتها، حتي لا تدخل في نوبة إنهيار عصبي يُفقدها صوابها، هز برأسه، ومن ثم وضع يده أسفل ساقيها والأخري خلف ظهرها؛ ليحملها بين يديه كطفلة صغيرة، هي بالأصل طفلته لو تعلم هي أنه مكتفِ بها دون عن الجميع
بينما هي نظرت له ساخطة، ضيقت عينيها بضيق وهي متعلقة في عنقه تتشبت به كطوق نجاة خوفاً من أن تسقط، لتردف بتأفق: ايه الـ أنت بتعمله دا، نزلني، بقولك نزلني يا زياد
تأتأ بإستفزاز وهمّ بها للخارج دون أن يُعير سبها أو لكمها له داخل صدره أدني إهتمام، لتظلم عينيه بلونها الأسود القاتم ليردف بعصبية: كـارما.. اهرشيلي في كتفي يا حبيبتي، بس بسرعة عشان مش عارف اتحرك
مُستفز، هو بالأصل لم يكن سوي مُستفز مِثله كشهاب ابن عمه وبدون سابق إنذار شددت قبضتيها علي ذراعه وهي تغرز أسنانها به، بينما هو جز علي أسنانه بألم خوفاً من أن يفقد صوابه عليها ويأثر ذلك سلباً علي نفسيتها ليردف بهدوء: ايه شغل العيال دا يا حبيبتي، أنتِ بتسنني علي كبر ولا ايه؟
نظرت له بسخط، هي في حالة لا تسسمح لها بالضحك قط، لتقرر إلتزام الصمت
فاقت من شرودها وهي جالسة في الشرفة تستند بخدها علي يسراها لتسمع صوت طرقات حذائه القادمة،تقدم بخطيء ثابتة نحوها يدس يده اليسري داخل سرواله،واليمني يمسك بها ملف به عدة أوراق
نظرت له حزينة،عيانها أصبحت مُجهدة لتردف بتثاقل:طمني يا زياد التحاليل فيها ايه
جلس علي ركبتيه أمامها،أمسك كلتا يداها بين كفيه ليردف بقلق: كارما التحاليل.....
#عشق_الورد_الجزء_الثاني
#لـشروق_عبدربه
#بهجة
أنت تقرأ
''عشق الورد'' (الجزء الأول) الرواية الأولي من سلسلة ''أسري القلوب''❤️قيد التعديل
Mystery / Thriller-هو شخص مستقل لا يهمه شيء سوي رضي ربه، ثم أهله،يعشق عمله وبشدة،جاءت هي بزرقتيها ليصبح الفهد أسيراً لهما منذ أول لقاء،حافظ علي قلبها من الفتن،قبل بها رغم رفض المجتمع وكسر عادات وتخلفات ذلك المجتمع =هي : خذلها الجميع ودمروا طفولتها، ولكن رغم المصاعب ب...