الجزء الاول (الفصل الاول)

17.7K 138 26
                                    


في صباح أحد الايام الشتوية الباردة علي أحدي المناطق العشوائية شديدة الفقر حيث الشوارع الضيقة المليئة بالقاذورات و المياة المتراكمة والبيوت القديمة المتهالكة المتلاصقة , وقفت الست هدي في مطبخها القديم تعد الافطار لأسرتها 

الست هدي أمرأة خمسینية ذات جسد ممتلئ وبشرة بيضاء وملامح هادئة أتعبها الزمن وحفر بها تجاعيده ، وقفت تعد الافطار وهي تفكر بشرود كعادتها ، فاقت منه علي صوت صوت عجلات كرسي متحرك تحتك بالارض تحتها فالتفتت بابتسامة لهند أختها 

فقالت :- صباح ...... الخیر یا هند 

ابتسمت لها هند وقالت :- صباح الفل یا هدي . . . . . .هما البنات مصحيوش ؟! 

هدي :- لا لسه 

حرکت هند کرسيها وقالت :- طب انا هروح أصحيهم

 هند أمرأة في اواخر الثلاثينات من عمرها ذات ملامح أجنبية بشرة شديدة البياض وعينان زرقاء وشعر أصفر يصل لخصرها . .ولكن يبقي هذا الجمال حبيس العجز . . تتحرك علي كرسي متحرك بعد اصابتها بفيروس نادر سبب لها عجز ... ... وقفت علي أحدي غرف المنزل القديمة الضيقة وطرقت الباب بهدوء فاتاها صوت من الداخل :- أيوة 

فتحت الباب ودخلت لتجد مريم ابنه أختها تقف أمام المراه ترتدي بنطلون چينز ضيق وكنزة شتوية وتضع مساحيق التجمیل ،

مریم فتاه ذات واحد وعشرون عاما ، ذات بشرة قمحية وملامح حادة وشعر أسود قصير ملون بعض الصبغات الصناعی  وقوام م مشوق وطول فارع طالبة بأحدي الكلیات 

حرکت هند كرسيها الداخل وقالت بابتسامة :- صباح الخیر یا مریم

 مریم :- صباح الخير یاخالتو 

هند :- ملك صحیت 

مريم بلا مبالاة :- ماهي نايمة أهي

 حرکت هند كرسيها في الطرقة الضيقة بین سریريهما الصغيرين لتوقظ  ملك.... الابنة الكبري الست هدي فتاة في الثانية والعشرون من عمرها ذات بشرة بيضاء شاحبة وعينان بنيتان متسعتان وجسد قصير وهزيل أكثر ما يميزها هو شعرها الأسود الكثيف الغجري الذي يصل لخصرها . . . . 

 عقدت حاجبیها باستغراب حين رأتها تقبض علي فراشها بيديها بقوة  وقطرات العرق تنزل بغزارة علي جبينها . اقتربت منها وايقظتها بهدوء فلم تستيقظ وأخذت تتململ في الفراش بقوة كمن يصارع الموت . .ملامحها متقلصة 

 ايقظتها هند بقوة فانتفضت فجأة وهي تلهث بشدة كغريق  كان يصارع الامواج . . . . . وأخذت تنظر حولها برعب ولكنها افاقت حين رأتها خالتها ونزلت على خدها دموعا غزيرة كانت حبيسة في عينها أثناء کابوسها اقتربت منها هند بخوف ومسحت جبينها من العرق وقالت بخفوت :- نفس الكابوس

اومأت ملك بتعب . . . فقالت هند  :- طب قومي يا حبيبتي أغسلي وشك وهتبقي كويسة .... ..... 

أخذت هدي تضع اطباق الافطار الشعبي المتواضع علي طاولة خشبية قديمة في منتصف المنزل . . . .جلست هند بكرسيها جوارها وقالت :- تسلم ایدك یا حبيبتي ابتسمت هدي . . . فتابعت :- خدتي دوا السکر

أسيرة الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن