الفصل الثالث

1.9K 48 11
                                    

في الصباح كان أدهم ممدا علي سريره  في شقته وبجواره النافذه المفتوحة لتدخل ضوء الصباح المثقل بالبروده علي صدره ، ومني تلتف بالغطاء خلفه وتحتضن الوسادة ....ينظر امامه بملامح جامدة غارقا في ظلام ماضيه .

 منذ عشرة سنوات كان يقف امام الحائط الزجاجي الضخم في مكتب والده في مجموعة شركاتهم ، ينظر للسماء بسحبها الرمادية الكثيفة التي تشبه لون عيناه .... كأن ثقل هذه السحاب فوق صدره من الخوف والحزن لم يكفي عذابه في السنوات الماضيه .... يبدو أن مازالت سنوات عمره تحمل له المزيد .... 

كأن العذاب والألم في صمت هو  قدره طوال حياته ....

كان مجرد شاب صغير لم يتعدي الرابعة والعشرون من عمره ...ولكنه يحمل عمرا من الألم فوق عمره الصغير .... فتح الباب خلفه ودلف وسام ابن عمه .... مازالت علاقتهم غير قويه فوسام لا يعرف أدهم جيدا فقال بصوت مترقب حين رآه :- أدهم 

تنهد أدهم بثقل والتفت له فقال وسام بترقب :- هتروح لهم 

ارتدي قناع القوة والثقة مخفيا ضعفه وخوفه واومأ بإيجاب ونظر في ساعته ثم اخذ چاكیته وهم ليخرج فقال وسام :- خد السواق

أدهم دون أن يلتفت له :- عايزني لوحدي 

قاد سيارته لمسافة بعيده جدا حتي وصل لقصر ضخم محاط بمجموعة من الرجال الضخمة في بدل سوداء وامسلحين برشاشات جلس أدهم في سيارته ينظر للقصر والرجال حوله لفترة .... ثم نزل من السياره .. كان المطر شديدا فارتدي كاب أسود علي رأسه يرتديه دائما توجه نحوهم وقال بثقة :- عندي میعاد مع مصطفي بيه

 نظر له الرجل نظرات مستهزئة مخيفة من اعلي لأسفل فبادله أدهم نفس النظرات فابتسم الرجل من جرأته وقال نقوله مین

 أدهم :- قوله أدهم الجارحي 

بعد دقائق أتاه الامر فدخل أدهم القصر لأول مرة ... يمشي بثقة يخبئ بداخلها تردده من تلك الخطوة ولكن ليس أمامه حل آخر سيخسر شركاته وامواله ادخله الحارس لقاعة اجتماعات بها طاولة كبيرة وحولها خمسة كراسي فقط فجلس أدهم ... 

فقال الحارس :- متقعدش الا لما الباشا ييجي ويأذنلك

 نظر له أدهم من اعلي الأسفل وقال ببرود :- لما الباشا ييجي هبقي أقومله ..

 فجأة انتفض الحارس وانتبه باحترام فالتفت أدهم خلفه فوجده ...... 

 مصطفي الجمال سياسي معروف ..رجل في الستينات من عمره ذو شعر ابيض ولحيه بيضاء وجسد ضخم رغم سنه .. يرتدي بدلة سوداء شيك ويحمل عكازا رأسه علي شكل أسد من الذهب

 مصطفي لديه خمسة شركاء اساسين هو كبيرهم يطلقون على انفسهم اسم العائله" لهم مناصب مهمة في البلد يعملون في للسياسة والتجارة ولكنهم ايضا تجار السلاح الرئيسيين في البلد .... من اخطر رجال السلاح واكثرهم دموية وعنف أشار مصطفي للحارس أن يذهب وجلس علي رأس الطاولة .......

أسيرة الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن