الفصل الحادي عشر (الجزء الثاني)

1.3K 66 78
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

تصويت فضلًا 🌟

(بعد مرور شهر رمضان كامِلًا.)

«زين، انا بجد معنتش قادرة أفهمك، ولا حتى قادرة إني اتعايش مع الوضع اللي إنت محاصرني فيه ده! طلقني عشان انت تخلص وانا كمان أخلص بقى.»

صرخت زهرة التوليب بتِلك العبارة الغاضبة ممزوجة بنبرة مُتحطمة، لينظُر لها زين وقد ظهر الانكسار على ملامح وجهه، ليهتف بعبارة حزينة ومُترجية:

«أرجوكِ متسيبينيش، انا محدش استحملني قدك، ولا حد فهمني زي ما إنتِ بتفهميني.»

«بس انا خلاص زهقت، زهقت من كُل اللي عمال تعمله فيا، زهقت من الدمار اللي عمال تجيبه لنفسك وانت مش ملاحِظ كده يا زين!»

بادلته بنبرة قوية، بينما نظر لها بأعين قد إلتمعت بالدموع وهتف بحزن:

«أعمل ايه بس يا زهرة، انا مُجرد ما بسمع صوتها بنسى الدُنيا باللي فيها، بحس نفسي في عالم تاني غير العالم اللي انا عايشه، صوتها كفيل يبعدني عن اي حاجة وحشة بتحصل، والنهاردة لما سمعت صوتها وهي بتبكي في الفون مقدرتش اتمالك اعصابي.»

«يا زين، افهم بقى، هي بتشتكيلك عشان انت أخوها الكبير، اخووها اللي فاهمها، اخوها يا زين اخووها، فاهم يعني إيه الجُملة دي، يعني مهما حصل هي مُحرمة عليك لـيوم الدين، هي لو حست مُجرد احساس إنك بتفكر فيها كـحبيبة مش أخت صدقني مش هتكرهه حد قدك، هتكرهه حتى انها تبُص في وشك، اسمك مُجرد ما هييجي قُدامها هتكشر تلقائيّ، مش هتبقى طايقة اسمك يتقال قُدامها حتى!»

صرخت زهرة التوليب بتِلك العبارة، مُحاولة إفاقة زين من الغفو التي يقع بها، ردخت الدموع لقلب زين وهبطت على وجنتيه، تُعبر عن مدى حُزنه وضعفه في هذه اللحظة، اقتربت زهرة التوليب منه ووقفت امامه، ضمت وجهه إلى صدرها كـالأم التي تحتضن طفلها.

ابتلعت لُعابها وهتفت بقِلة حيلة:«هفضل معاك يا زين، هفضل معاك عشان بحبك.»

أحيانًا ما يكون الحُب هو الوسيلة الوحيدة للوقوف بجانب الأخرين، حتى ولو كان على حساب الشخص نفسه.

في منزل حبيبة وأُسامة، كانت حبيبة تجلس تُطالعها كتابها المُفضل رواية (أحفاد الجارحي.) وضع أُسامة يده على عينيها ثم هتف بعبارة مرحة:

«وحشتيني يا حِتة من قلبي، الشهر بتاع المُعسكر مر عليا وكأنه سنة بجد.»

ابعدت يده عن وجهها، ثم نهضت من مكانها ووضعت الكِتاب على الطاولة، ثم هتفت بجمود:

ذات النقابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن