الفصل الثاني عشر (الجزء الثاني)

1.3K 71 43
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

تصويت فضلًا 🌟

«ويت كده معلش، هو أنا جاية أشحت منكّ يعني؟ ولا إنت ولا عيلتك تلزموني في شيئ أصلًا، أنا بس جاية اعرفكم إني فرد من العيلة دي وإن بابا هو السبب في إني أفضل طول عُمري لوحدي ومعرفش إن ليا اخوات غير متأخر.»

هكذا صرخت رنـا بنبرة غاضبة وصارخة، ليُبادلها علـيِ بنبرة أكثر غضبًا وصوت مرتفع للغاية.

«صوتك ميعلاش في البيت ده طول ما أنا هِنا عايش، وزي ما إنتِ مش محتجانه إحنا كمان مش محتاجينك، لو كنت زمان بسكُت وبصدق إن لينا أخوات فا ده عشان انا كنت عارفهم من قبل ما نظهر في حياة بعض أصلًا، من قبل ما كُل واحد فينا يلاقي التاني أنا كُنت عارف اخواتِ كلهم، بس إن يبقى لينا أُخت في فرنسا دي جديدة دي، أنا مش فاضي نهائي لأي إشتغالات وكلام فارِغ.»

نبرته العِدائية صدمتها كثيرًا، فهي دائمًا كانت تسمع عنه أنه حنون ومُتسامح إلى أبعد الحدود، هادئ للغاية ومُتفاهِم أيضًا، ولكن صوته المُرتفع وكلامه الجارح حطم قلبها وبخر كُل أحلامها، أمسكت حقيبتها وهمت بالذهاب مع ما تبقى من كرامتها التي قد بعثرها بحديثه، لتستمع إلى حديثه الجامد والمُختصر.

«رِجلك متخطيش خطوة واحدة برة القصر ده، هفوق واشوف حكايتك دي.»

تركها وصعد إلى الأعلى حيث يجلس يزن مع هاني، لترفع رنـا حاجبيها بـاستنكار، لتستمع إلى حديث هجين الهادئ والحنون.

«هو أبيه علـيِ كده، عصبي أوي بس حنين خالص، وانتِ ظهرتِ في وقت الكُل فيه قاعد على أعصابه وفيه كذه مُشكلة عندنا، متزعليش من إسلوبه إنتِ مستحيل تقابلي حد حنين زيه.»

«يعني أمشي ولا أفضل قاعدة؟»

سألتها رنـا بنبرة مُتردِدة، لتجيبها هجين بهدوء:

«لو خطيتِ خطوة واحدة برة القصر ده أبيه علـيِ هيكسرلك رجلك الاتنين ويعلقك على باب القصر؛ عشان تكوني عِبرة لمن لا يعتبر، أبيه علـيِ مبيكرهش في حياته قد اللي يكسر كِلمته وميسمعش كلامه.»

هزت رنـا رأسها بتفهم، لتجلس مكانها مرة أخرى، لتندمج مع هجين في بعض الأحاديث المُتنوعِة والمرحة.

بينما بالأعلى، كان يزن يجلس على أعصابه ويهز قدمه بعصبية، انتفض في جلسته عندما فُتِح الباب بقوة ودلف علـيِ بكُل شموخ، حينها تأكد أن لا هروب من الوحش لا محال.

«قبل ما تِتكلم وتقول أي حاجة يا غِلاوي يا زبالة، أخوك من كُتر ضربك فيه جاله فُقدان ذاكرة مُؤقت، وكان مُمكن يحصل أكتر من كِده لولا إن ربنا ستر الحمد لله.»

ذات النقابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن