ذات النقاب

الفصل الثالث والعشرين (الاخير)

بسم الله الرحمن الرحيم

تصويت فضلا 🌟

إنقضي اول يوم وكانت الفرحة والسعادة تعم في جميع افراد العائلة.. تبقي غدا فقط وسوف يقام حفل زفاف ضخم لكل من.. علي وملاك.. احمد وهدير.. ايمن وهديل.. حبيبة وأسامة.. البيت كُله يقف علي قدم وساق فهم يسارعون الوقت لإنجاز كُل شيئ يخص حفل الزفاف.. في حديقة القصر كانت حفصة تجلس علي الأرجوحة التي صنعها يزن خصيصا لها وعلي قدمها تحمل حمزة صغيرها وأخاها.. شردت قليلا في والدها المتوفي ولم يُكمل حتي الشهرين.. هبطت دموعها تلقائىا لتجد من يمسحها بحنان.. نظرت إلي ذلك الشخص لتجده من آسر قلبها وعقلها.. نعم يا سادة يزن الطحاوى بهيبته يقف امامها.

"مش قولتلك العيون دي مينفعش تعيط يا حفصة"

هتف بحنية بالغة لتصمت حفصة وتنظر إلي شقيقها الذي غفي علي قدمها.. همت بالوقوف والدلوف إلي القصر ولكن يد يزن منعتها من الحركة.. إلتفتت إليه وتحدثت بنبرة غاضبة:

"يزن قولتلك مليون مرة متلمسنيش.. إنت ليه مش عايز تسمع الكلام وبتعاند!"

"انا برضو اللي بعاند ولا إنتِ.. إنتِ الكلمة الحلوة مستخسىراها فيا.. تهزري وتضحكي مع كله بس انا لا.. مركبالي الوش الخشب.. الابتسامة مش بتبتسيميهالي حتي.. كُل يوم حبي ليكِ بيزيد بس صبري هو اللي بينفذ يا حفصة.. وصدقيني لو نفذ يبقي يولع قلبي وانتِ ولا تلزميني.. أقدر اعاملك زي إخواتي البنات ولا هيهمني حتي"

هتف يزن بغضب لتنظر له حفصة بصدمة علي حديثة الحاد والغاضب.. ظهر صوت عـلى الذي وقف أمام حفصة ونظر بتحدي إلي يزن:

"إنت فكرك عشان ابوها متوفي يبقي ملهاش اهل! إنسي يا يزن بيه.. انا في مقام اخوها الكبير وصدقني إنت لو حفيت وإتشقلبت وقلبت قِرد انا برضة مش هجوزهالك يا يزن.. وأعلي مَـ في خيلك إركبه"

نظر يزن لهما بغضب ثم أخذ الصغير بهدوء حتي لا يوقظه فهو في فترة قليلا اخذ مساحة كبيرة في قلبه.. تركهم ودلف إلي الداخل بغضب شديد.. جلست حفصة علي الأرجوحة والدموع قد ترقرقت في عينيها مرة اخري.. حمحم عـلي بهدوء ثم سألها بهدوء دون النظر إليها:

"بتحبيه صح؟"

أجابته بضعف من وسط بكائها وشهقاتها المتتالية كـالطفلة الصغيره:

"بحبه.. ببب.. بحبه اوي"

"وهو كمان بيحِبك.. إوعي كلامه الاهبل ده يدخل دماغك.. إنه هيزهق ويدوس علي قلبه ويعاملك زي أخواته البنات.. اللي بيحب لما بيتكلم عقله ده مبيكونش موجود.. تصرفاته معظمها بتبقي غلط لو اللي بيحبه مش محسسه بإهتمامه او مش مبادلة المشاعر.. ويزن أخويا عاشقِك يا حفصة.. وكلامه ده من دافع حُبه ليكِ وانه عايزك جنبه ومعاه"