ذات النقاب

"الفصل الثامـن عشر"

بسم الله الرحمن الرحيم

تصويت فضلاً 🌟

في صباح اليوم التالي و تحديداً فـ السابعة مساءاً هبطت فتاة في الواحد و العشرون من عمرها يغلب عليها الطابع الطفولي رغم كبر سنها لتجلس علي الاريكة تدور بأعينها الناعسة لتقع علي شقيقتها الجالسة امامها تضع قدم علي الاخري و تنظر لها بتعالي لتهتف قائلة:

"صحي النوم يا حبيبة هانم، نموسيتك كُحلي يـختي"

"ملاك، إطلعي من دماغي انا مش فيقالك علي المسا"

نهضت ملاك لتقف امامها لتهدر قائلة بعنف:

"و إنتِ هتفوقيلي إمتي يا هانم؟ إنتِ ليلك نهارك و نهارك ليلك، تنامي الساعة عشرة الُصبح و تصحي الساعة سبعة بليل، يومك كله ضايع عشان مجرد أوهام فـ دماغك يا حبيبة"

نهضت حبيبة لتقف امام ملاك و الشر يتطاير من زرقاويتها لتهتف قائلة بغضب:

"مسمحلكيش تقولي عن حُبي وهم، إختاري ألفاظك معايا كويس، اسلوبك ده هو اللي مكرهه الناس فيكِ، هو اللي بيطفش العرسان منك، هو اللي مدمرلك حياتك كدا، دايما حاطة الشغل اهم من اي حد حتي أُختك، إنتِ متعرفيش عني اي حاجة غير اني بحب أُسامة، متعرفيش اي حاجة تانية عن حياتي، يبقا مش من حقك تقولي إن حُبي ليه ده وهم"

"لا وهم، وهم يا حبيبة و اكبر وهم كمان، إنتِ هنا في إسكندرية و هو هناك فـ القاهرة، هو بيقابل كل يوم بنات أشكال و ألوان، هو عارف ألف وحدة و ميعرفش انك موجودة علي الكوكب أصلاً، هي دي غلطتي عشان بفوقك من الوهم عشان متجبيش لـ نفسك وجع القلب؟"

ظلت حبيبة تستمع لها حتي أنهت حديثها ثم تركتها و صعدت إلي غرفتها مرة أخري دون ان تعلق علي حديث شقيقتها الكُبري، إفترشت السرير مرة أخري لتغلق عينيها بنعاس قائلة بهمس:

"شكلك كدا بتعوض كل الايام اللي مش نمتها النهارده علي قفايا يا كابتني، مش مُهم المهم انك هتنام دلوقتِ و انا كمان هنام"

لم تمكث دقائق حتي وجدت نفسها في ذلك المنزل المعهود، فـ كلما خلدت إلي النوم وجدت نفسها في ذلك المنزل حتي حفِظت أدق التفاصيل فيه و عاهدت نفسها ان يكون ذلك البيت هو عِش الزوجية مع أسامة، كانت جالسة علي الاريكة تضع يدها علي وجنتيها تنظر بحزن إلي الاعدم ليجلس بجوارها سرُ سعادتها ليهتف بمرح قائلا:

"أنا أقدر أعرف القمر بتاعي ليه مكلدم كدا و حزين؟"

"تعِبت يا أُسامة من كتر مـ انا بحلم بيك، ملاك مفكرة انه أوهام متعرفش إني عشقاك"