الفصل الواحد والعشرون
***
سمعتُ صوت أقدامهُ تتحرك خطوات قليلة، تلاها صوت إقفال الخزانة.
نظرتُ إلى جاك بإستفهام، و لكن سرعان ما أجفلتُ على ضحكة ساخرة تخرج من كامدن يتردد صداها في دورة المياه، ثم أتت كلماتهُ المرعبة. " دورة المياه في غرفة تبديل ملابس الفتية؟ ألا تتعلم درسك أبداً، دومينك؟ " قال توماس.
كيف–كيف رآنا دون أن يتحرك؟
أعدتُ النظر إلى جاك، كلانا منصدم و خائف، و تفاجئتُ أكثر عندما تنهد جاك و تحرك يُخرِج جسدينا من تلك الزاوية الضيقة.
كان كامدن واقفاً يستند على خزانتهُ مبتسماً تلك الإبتسامة المقززة، الآن فهمتُ كيف رآنا نختبئ، رآنا في المرآة من زاويتهُ.
" لو كنتُ مكانك لما كنتُ كررتُ نفس الخطأ مرتين، لا سيما و أن الجميلة لا تُفوّت فرصة إلا و تُظهِر العلاقة بينكما أينما تواجدتُ، تظن أنها تتحداني. " شددتُ على قبضتي.
" حسناً، أنا بالفعل أتحداك! " رفع لي حاجباً بينما شعرتُ بجاك يشد على يدي، علامة على أن أصمت.
" ليست دائماً فكرة جيدة أن تتحديني في أرضي، المدرب سيُقصي خليلكِ من الفريق لأنهُ يعلم جيداً بالقوانين التي خالفها، و المدير لن يتفانى في طردكِ من أشهر أكاديميات نيويورك، أتمنى حقاً أحياناً لو تكونين في حذائي لتعرفي كم أن مراقبة الوضع ممتع. " هذا–هذا كثير جداً! ولا أمتلك أي فكرة لماذا الكائن الذي بجانبي لا يتحرك قيد أنملة كلما واجهنا كامدن.
" أنت لا تحسب حساب كل خطوة صحيح؟ يمكنني الإستمتاع كما تقول. " تحدثتُ أرفع رأسي، يجب أن يعرف أن هذه الأرض أصبحتُ أيضاً ملكي عندما دخلتُ إليها. " و كيف ذلك؟ " تساءل يبتسم بتوسع، يتحرك في دورة المياه و يتجه ليستند على المغسلة.
" ماذا تفعل خارج فراشك كامدن؟ منذ متى و أنت يا ترى تتسلل إلى فراش الشقراء؟ " تركتُ يد جاك و تكتفتُ أطالع توماس.
و لكن على عكس ما توقعت، هو لم تتغير ملامحهُ، لم يبدو أنهُ متأثراً، لم تسقط إبتسامتهُ حتى.
" أثبتِ ذلك. " أ–أثبت؟ للتو قد إنتبهتُ–يا إلهي، أنهُ ليس من المفترض أن يعرف توماس ماذا كنا نفعل الآن، من الخطأ أن يعرف توماس شئ، و من الخطأ أن يرانا من الأساس.
هذه مشكلة، مشكلة كبيرة.
و السبب هو لساني الذي أحتاج مقص لقصهُ.شعرتُ بنظرات جاك عليّ، و لكنني وقفتُ صامتةً أُطالع توماس الواثق من نفسهُ مع فم مضغوط و عينان تستطيع أن تحرق المدرسة كلها، وضعتُ نفسي في موقف سخيف كعادتي.
أنت تقرأ
آخر أيام ديسمبر | أكاديمية EF ✓
Romance" هل فكرتي مسبقاً في التحرر من قيودكِ؟ " همس بجانب أذني بنبرة أجشة، و سرت القشعريرة عندما بدأت أناملهُ تلمس خاصتي، ثم ببطئ تتشابك معها لتكون من كفّا أيدينا إتحاداً-شعرتُ لي دافئاً. " القيود التي تمنعكِ عن التنفس يمكنكِ كسرها، يمكنكِ تخطي المشاعر الغ...