الفصل الثالث والثلاثون
***
طرقتُ باب المنزل بنفس النغمة التي إعتدتُ أن أُزعجها بها. " طفلة في الخامسة. " هاه؟
طالعتهُ بسخافة. " إحفظ لسانك داخل مؤخرتك جاسبر، و دع يومك يمُر بسلام. " تهديدي كان واضحاً.
إبتسمتُ عندما أحاط الآخر خصري، لذا إقتربتُ منهُ خطوة متجاهلةً تماماً أمر جاسبر المزعج.
فتحتْ ماما الباب تطل منهُ بملامح مستغربة من الطارق الذي لا يتوقف عن الطرق--هذا بكل وضوح كان أنا، حتى حطت عينيها العشبية على ثلاثتنا و سرعان ما إتسعت، تطالعنا بدهشة. " مفاجأة! " صحنا، لطيفة هى ماما بهذه الملامح.
لقد قررنا ثلاثتنا زيارة منزل عائلتنا لنرى كيف تسير الأحوال بعد أن مضى رسمياً شهرين و نحن خارج المنزل، أناو جاسبر، جاك قرر مصاحبتنا.
" صغاري! " إنقضّتْ ماما عليّ تُعانقني بحرارة و سرعان ما بادلتها، لقد إشتقتُ لهذا العناق الدافئ كثيراً، مضى وقت كبير منذ آخر مرة لجأتُ فيها إلى عناق ماما.
" من المفترض أن تُرحّبي بالتوأم الأكبر أولاً، و لكنني سأتغاضى النظر عن ذلك فقط لأنني أتمتع بحكمة و نضج لا أكثر ولا سبب آخر. " إبتعدتْ ماما عن عناقي لأنظر لهُ رافعةً حاجباً و أجدهُ يطالعني بإزدراء.
" يمكنك الإعتراف بالغيرة، لا عيب فيها يا صغيري. " فعلياً أستمتع بإزعاجهُ بهذه الطريقة اللئيمة لأسمع كلاً من ماما و جاك يقهقهان.
طالعتُ منزلنا من الخارج أتأملهُ، لماذا مشاعر غريبة تضربني؟ و كأنني لم أكُن هنا منذ زمن طويل؟ هل هذا هو شعور أن تعود إلى المنزل بعد مدة طويلة من الإبتعاد؟
لابد أن هذا بسبب طول المدة التي إبتعدتُ فيها عن المنزل لا أكثر، أحياناً أُفكِر بسخافة.
دعتنا ماما إلى الداخل بعدما رحبت بجاك ترحيباً حاراً، المسكين كاد يختنق من العناق القوي الذي تلقاهُ و كان يستنجد بي بعينيه التي كنتُ أُحدق فيها متناسيةً أن الهواء عندهُ ينعدم، حتى ضربني جاسبر على قفاي و أخرجني من فقرة تأمُل عزيزي اللطيف.
دخلتُ أرتمي على الأريكة، أستمتع بشعور أن تتواجد في منزل دافئ، و لكن سرعان ما إختفى ذلك الشعور عندما أتى جاسبر يرتمي-حرفياً-فوقي، الهواء إنعدم و صرختُ متألمةً!
" ألا تُدرِك وزنك الكبير؟ إبتعد عني! " دفعتهُ ليقع من فوقي و فوق الأريكة معاً، نظر نحوي بإزدراء و كاد يرد عليّ لولا أن كلانا نظر نحو المطبخ، ما هذه الضجة؟
توجه جاس أولاً و تبعتهُ أنا. " بابا! " تمتم جاسبر بتعجُب.
" آه أهلاً يا صغاري! مضى وقت جيد هاه؟ " رفع رأسهُ يُطالع كلانا. " بابا ماذا تفعل؟ " تساءلتُ أنظر إلى كل تلك العِدة و الفوضى التي تعُم المطبخ، كما أن هيئة أبي لم تكُن نظيفة.
أنت تقرأ
آخر أيام ديسمبر | أكاديمية EF ✓
عاطفية" هل فكرتي مسبقاً في التحرر من قيودكِ؟ " همس بجانب أذني بنبرة أجشة، و سرت القشعريرة عندما بدأت أناملهُ تلمس خاصتي، ثم ببطئ تتشابك معها لتكون من كفّا أيدينا إتحاداً-شعرتُ لي دافئاً. " القيود التي تمنعكِ عن التنفس يمكنكِ كسرها، يمكنكِ تخطي المشاعر الغ...