٢٣ | الأول من ديسمبر.

4.9K 396 152
                                    

الفصل الثالث والعشرون

***

الحافلة، كنتُ بداخلها.

الطريق إلى بحيرة جورج كان طويلاً، في الواقع البحيرة هى آخر وجهة في البرنامج الخاص بالمدرسة، الوجهة الحقيقية كانت الغابة المُحيطة، مهمة كل مجموعة سيتم تقسيمها–أو هى مُقسّمة بالفعل هى البحث عن أعشاب و مكونات معينة من الطبيعية و إضافتها إلى المواد الكيميائية و العضوية بحوزتنا و التي تم طلبها مسبقاً منا للحصول على مركب معين، لا أدري ما هو لأنهم لم يُعلِنوا عن تفاصيل البحث حتى الآن.

من المفترض أن مرحلة البحيرة للترفيه، سخرتُ من هذه المعلومة داخل رأسي، للترفيه؟ أتمنى ألّا أتعمق النظر فيها حتى لا أحظى بمستوى عالي من الترفيه.

اليوم الجمعة، و شئ بدأتُ أكرههُ تجاه تلك المدرسة هو أنهم يضعون جميع الأنشطة في يوم العطلة الوحيد في الأسبوع، أعني غداً سأعود لأبدأ أسبوعاً آخر في هذا الفصل الدراسيّ الذي بطريقة ما لا ينتهي.

أنا على إستعداد تام في التخلي عن كل العلامات التي سأكسبها من تلك الرحلة في مقابل عدم الذهاب و البقاء في سريري طوال اليوم.

و يبدو أن هذا رأي الأغلبية، الحافلة التي أركبها معظمها–إن لم يكن كلها تحظى بنومٍ عميق، لا أدري هل بسبب الكسل أم بسبب السهر لأجل الحماس.

شخصياً كنتُ بومة في الصباح، لم أنم و لن أنام.

خفضتُ عيناي نحو النائم فوق قدماي، قرر إختيار الأريكة في مؤخرة الحافلة حتى يأخذها وحدهُ و يستطيع النوم بسلام، جعلني أجلس بجانب النافذة و تمدد على الأريكة يُلقي برأسهُ على قدماي، وضع فوقهُ غطاء أظن أنهُ خفيف لذا كنتُ أحاوطهُ بيداي حتى يبقى متماسكاً أثر تقلبات الطريق و دافئاً–و ها هو ينام منذ حواليّ ساعة.

أدخلتُ أناملي بين خصلات شعرهُ المبعثرة، الناعمة و العسلية أعبث بها، ثم تمددتُ بنصفي العلوي فوق جسدهُ النائم بعمق أُعانقهُ، إبتسمتُ بينما ذاكرتي تعود لأحداث البارحة، كانت حركة جريئة منهُ–فتاي يتطور.

و زادتْ إبتسامتي المُختلّة و أغمضتُ عيناي أتنفس بينما أتذكر ما حدث مع ماما.

« إنحنيتُ ألتقط باقة الأزهار الصغيرة أُعدّل ملابسي و شعري، ثم سرتُ بمحاذاة الحائط أنوي العودة إلى الداخل.

أشعر بأنني نسيتُ شيئاً ما.

ا–العصير! لقد نسيتُ تماماً، سأتأخر لدقائق إضافية و سأعود في وقت قياسي قبل أن تبدأ ماما في التساؤل عني، و أنا لا أثق فعلاً بقدرات جاسبر الحقير في–لا.

آخر أيام ديسمبر | أكاديمية EF ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن