قتل عن طريق الخطأ

71 8 2
                                    

لم تكون تلك الليله بكل هذا السوء، كنت ليله عاديه، و جميله، و علي عكس كل المتوقع، أصبحت شخصاً آخر بسببها، ليله الخامس من شهر سبتمبر عام 2009، في تمام الساعه  الثامنه إلا خمس دقائق، عند العودة من أداء صلاة العشاء، وجدت مالك إبن أختي الصغير الذي يمتلك من العمر سابع اشهور فقط، كان يرتدي بعض ملابس فصل الشتاء بالوان الحكلي، المصحوب ببعض نقاشات الاطفال، كنت جميل جدا، بل كان شديد الجميل تلك الليله، عندما راني أصعد على درج السلم، جاي إلي الباب مبتسم لأستقبالي كالعادة، ذلك الصغير الذي اعتبره أبني، أنه أبني حقا، و هل هناك تفرقه بين الأبن و ابن الاخت، أظن الاجابه ستكون لا، و من يفعل ذلك و يفرق بين أطفاله يكون شخص غير سوي، او بطريقه أخري تعمل معه أهله في صغيره هكذا لذلك هو اخذ تلك الطباع منهم، نزلت إلي الأرض ورفعته من عليها، كان عمري في ذلك الوقت إثنين وعشرون عاما كأن آخر ترم ليِ في الجامعة كليه التجاره، جلست اللعب معه، وادعبه، وهو يضحك وصوت تضحكته تمل المنزل، الجميع سعيد، يجلسون يتحدثون عن بعض الأمور التي كنت تحدث في ذلك الوقت مثل إرتفاع اسعار العاز من خمس جنيهات إلي عشر و خمس عشره جنيها، وذلك الزيت، والسكر، والسلع الغذائية المستهلكة يوماً على مدار العام، بدأت في دفع مالك في الهواء تلك هي لعبته المفضله معي، كنت مروحه السقف تعمل في ذلك الوقت، لم اخذ بالي منها جيداً، وعندما رفعت مالك إلي الاعلى علقت أحد أطراف ملابسه بالمروحه، صعد إلي الاعلي ولم ينزل، بدأ يدور  مع المروحه، تحول صوته من ضحكت إلي الصراخ الشديد، قومت مسرعاً من على الأرض اغلقت المروحه من لوحه التحكم الخاصه بيها، صعدت على أحد كراسي الغرفه، أوقفت المروحه بيدي، لم أشعر ب أي ألم في ذلك الوقت، كنت يدي تسيل منها الدماء بغزره شديده، لم استطيع فك مالك في ذلك الوقت، بدأ وجه مالك في التغيير من اللون الابيض المصحوب ببعض الحمر على الخدين إلي اللون الازرق، بدأت في الصراخ بي أعلي صوت لدي

* حد يجيب مقص بسرعه، مالك بيروح مني *

جاي الجميع ب أقصي سرعه، منهم من كان يصرخ ومنهم من ظل صمت من الصدمه حيث قالت أختي
" هدير "

- قتلت ابني يامحمد، قتلت مالك ابني يامحمد

جاءت أحد بنات خالاتي بالمقص، وعندما كنت أقطع الملابس التي كان يرتديها، وانا اقص قمت عن طريق الخطأ بقطع أحد إصبع يدي لم أشعر ب أي شيء، يدور الآن في بالك أحدكم كيف أفقد أحد اجزاء جسدي ولم أشعر بذلك، أقول لكم إن الصدمه تجعل الإنسان لا يشعر ب أي شيء يحدث مهما كنت قوته، ومهما كنت قوه الألم المصحوبه معه، قطعت ملابس مالك وضعته على الأرض، بدأت بالضغط على صدره الصغير، أقوم بعمل جلسات تنفس صناعي له واقول

- قوم يامالك قوم ياحبيبي، متعملش فيا كده بالله عليك   
" بدأت بالصراخ" قوووووم  قووووم

كنت أختي تقف خلفي، تقوم بضربي على ظهري وتقول

- قتلت أبني لي ! ابني عملك أي !

كنت تقول ذلك وهي تبكي بكاء شديد، وكيف يكون حال الأم عندما تشاهد ابنها بي هذا الحال؟

خرج السر الإلهي من مالك، انتقلت روحه الجميله الطاهره إلي الله، جلست في أحد جوانب الغرفه، أضم قدامي إلي صدري، أحاول احتواء نفسي، أقول نفس الجمله وانا جلس انظر إلي الفراغ

" انا ما قتلتش مالك، انا ما قتلتش مالك، اناما قتلتش مالك "

جاء أبي من المنزل بالاسفل مسرعاً على صوت أختي وهي تضرخ وتضرب يدها على وجهها " بتلطم " و تقول
" مالك ابني مات، مالك ابني مات، يارب خدني انا وبلاش هو يارب، يارب يارب يارب "

عندما رأيت أختي أبي  قولت له وهي تبكي بشده

- محمد ابنك قتل مالك يا بابا، محمد قتل مالك حفادك

جاء أبي في اتجاهي، واقف أمامي، وقام بضربي بكل قوته، ويقول

- قتلت حفيدي لي يابن الكلب، قتلت حفيدي لي! هو عملك أي! دا كان بيحبك اكتر مننا! قوم يلا، قوم اطلع بره بيتي، مش عايز اشوف وشك هنا تاني، قومي

بدأ أبي في سحبي من مكاني، وقام بالقائي من على الباب، وقعت على السلم، أشعر أني جسدي كله تكسر، لا أستطيع الحركه ولا القيام من مكاني، لا أشعر بأي وجع ولكني لا استطيع الحركه، جلست مكاني أردد نفس الكلمات وأقول

" انا ما قتلتش مالك، انا ما قتلتش مالك، اناما قتلتش مالك "

جاء أحد الجيران واخذني إلي المستشفي، كان في جسدي اكثر من جرح، وما فائده الجروح السطحية والقلب ينذف بالكثير من الدماء على رحيل الغالين عليه! كيف يتم معالجه تلك الجروح كيف؟
جلست في المستشفى بالقرب من خامسه عشره يوماً حتي استطيع الحركه مره أخري، كنت حالتي النفسيه سيئه جد، حاولت الانتحار اكثر من مره، ولكن في كل مره أحاول فيها يأتي أحد ويقوم بإنقذي، سوف تكون هذه هي آخر محاوله انتحار ليِ وأنا واثق أنني سوف انجاح فيها، أعلم أن الانتحار حرام ويعد من أحد الكبائر آلتي حرامها الله، ولكن كيف استطيع العيش وأنا أعذب هكذا؟ الجميع يراء أنني قاتل ومجرم وأنا لم افعل ذلك، لقد حدث ذلك عن طريق الخطأ، جلبت ورقه وقلم، بدأت في كتابه آخر كلماتي

بسم الله الرحمن الرحيم، أبي العزيز أمي الغاليه، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني بيكم في جناته، وان يلهمكم الصبر والسلوان، انا أعلم أنني كسرت قلبكم مرتين، الأولي وهي عندما مات مالك، وكما تقولوا أنني قد قتله، ولكني لم افعل ذلك، كان هذا خطأ، أما المره الثانيه ربما لم ينكسر قلبكم علئ، لانكم قد اعتبر أنني قد موت، وها أنا الآن احقق لكم طلبكم، لا أريد من احد منكم أن يحزن علئ، لم ينفع الحزن شيء بعد رحيلي، لا أريد منكم حب واهتمام زائف لم ارءه وانا على قيد الحياة، اصدقائي الاعزاء اشكركم على كل شيء حدث بيننا، شكرا لكم لقد كنت سعيدا بمعرفتكم، لا أريد من أحد منكم ان يحزن علئ فقد أريد أن تدعو الله عز وجل ان يغفر ليِ ويسمحني على كل اخطائي.

بعد ذلك قومت بفتح حسابي الخاص على الخاص، وضعت صورتي أنا ومالك، وكتبت عليها

" انا قادم إليك يا مالك القلب، وكل القلب أنت يا مالك "

تركت الهاتف المحمول، قومت من مكاني، صعدت على كرسي، قومت بربط الحبل في الحديد الموجود في سطح الغرفه، حركت الكرسي يمين ويسار حتي وقع على.......

#محمد_السيد_سالم

اسكربيتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن