الثانويه مش نهايه العالم

118 15 1
                                    

بمناسبة نتيجة الثانوية العامة..حبيت أشارككم بعض تفاصيل حياتي من وقت اللحظة دي حتى لحظتي هذه وأنا بكتبلكم الكلام دا⁦♥️⁩

أنا رهف عندى ٣٣ سنة .. أنا البنت الكبيرة لأهلى وطبعاً كالمعروف والمعتاد إن دي بتبقا الفرحة الكبيرة وخاصة فرحة الثانوية العامة لما بتحققي حلم أهلك وعلشان كدا قررت إني أدخل علمى علوم علشان أحقق حلمهم بإني أكون دكتورة في يوم من الأيام وكان معروف عني من صغري بالذكاء والالتزام والإجتهاد وكان كل مُدرسيني بيحبوني وبيشهدولي بكدا ..

وأنا في ثانوية عامة اجتهدت وعملت كل اللي عليّا ولكن أحياناً بتحصل ظروف بتبقى خارجة عن إرادتنا وفي الفترة الأخيرة من الثانوية على قُرب الإمتحانات إتحولت حياتي ١٨٠ درجة من شخصية مجتهدة عندها طموح وممكن تقتل أي يأس يصيبها لشخصية فاقدة للأمل منهارة في كل لحظة من يومها مش بتبطل عياط،، حالة نفسية رهيبة لدرجة إنى لما دخلت إمتحاناتي قطعت ورقي وأخدت قرار التأجيل ..وبالفعل زي أي أهل صابتهم الحسرة على اللي بنتهم عملته ومستقبلها اللي ضاع وفي الوقت دا مكنتش لاقية أي دعم نفسي من أي حد إطلاقاً حتى أهلى كان أهم حاجة عندهم هو إنى أبقى دكتورة وبس ..

في السنة التانية حقيقى كانت من أصعب السنين في حياتي.. لأني كنت كارهه نفسي أوي وإزاى رهف تبقى كدا؟ حقيقي كنت حاسة إني شخص تاني ولكن شخص عمري ما كنت أتمنى أكون زيه في يوم من الأيام .. ومرت الأيام بكل المُر اللي فيها ودخلت إمتحاناتي وظهرت النتيجة وكانت بالنسبالي وبالنسبة للكل صدمة رهيبة إني يكون معايا مادتين دور تاني !! اللي هو إزاى!! يعني بعد ما أجلت جالي دور تاني !! يعني سنتين راحوا من حياتي كلهم مُحاطين بلحظات فشل !! فين رهف البنت الطموحة اللى الكل كان بيتكلم عن شطارتها وتفوقها!! لحظة إستقبالي النتيجة كنت بضحك وبعيط في نفس اللحظة زي الأهبل بالظبط.. مكنتش قادرة أستوعب حقيقى !! حتى أهلى كانوا خلاص فوضوا أمرهم لله فمكنش قدامهم حل غير إنهم يسكتوا على الكارثة دي !!

وعدت الأيام وفي الآخر جه وقت التنسيق وجالي آداب .. نعم!! آداب إي دي اللي أدخلها !! أنا لو مش هكمل تعليم والله بس مستحيل أدخل آداب !! طبعاً أهلى رفضوا وقالولى هو إي اللي مش داخلة كلية !! مش كفاية الفضايح اللي حصلت!! فضايح؟ بقيت أنا اللي مسببالكم فضايح؟! .. وبعدين قررت إني أدخل آداب علم نفس علشان أقدر من خلاله أخد دبلومة وأبقى أخصائية نفسية ..

وطبعاً مش كل اللي بنحلم بيه لازم يحصل .. فكان لازم حاجة تيجي تخربلي كل طموحاتي من تاني .. ولقيت إن القسم الوحيد اللي مُتاح ليا بسبب مجموعي هو آداب مكتبات! نعم! يعني بعد كل دا كمان هكون أمينة مكتبة يعني ولا اي! لي يارب بتعمل معايا كدا! أنا طول عمري بعمل اللي يرضيك ليه بتعمل فيا كدا ! يارب خدني وخلصني بقا ..ودخلت الكلية والقسم وحقيقى كنت كارهه حياتي كلها وعدت أول سنة كلها فشل ذريع وطلعت بتقدير جيد وحقيقى كنت فاقدة الأمل في نفسي والكل كان فاقد الأمل فيا خلاص.. وطبعاً مش محتاجة أذكرلكم كَم التجريح والاهانة فيا وللكلية .. إلخ

لكن كرم ربنا وحساباته دايماً غيرنا .. في مرة كنت قاعدة مع صحباتي فجابوا سيرة العالِم أديسون إنه فشل مرات عديدة لكنه في الآخر إستطاع وقدر ينور عالَم بأكمله .. رجعت البيت ونمت لكن حقيقى كلامهم كان محفور في دماغي وحلمت إني بتكرم وإني طلعت الأولى على قسمى واتعينت وبقيت معيدة وشوفت نظرات الفخر في عيون الكل ليا من تاني وصحيت من النوم كنت فرحانة جداً وقررت إني لازم أقابل رئيس القسم عندي في الكلية تاني يوم وأتناقش معاه لانه كان دكتور محترم وطيب جداً..

وبالفعل اتكلمت معاه وقعد يديني نصايح كتيرة أوي .. وبعدين قلتله بس يا دكتور أنا جبت جيد في سنة أولى ومعايا ناس كتير في القسم جايبين إمتياز إزاى هقدر أعوض دا؟ قالي جملة عمري ما قدرت أنساها " يا بنتي حسابات ربنا غير حساباتنا ،، إنتِ بتعملي اللي عليكي علشان ترتاحي .. النجاح والفشل دا تقديرات يعني محدش ناجح على طول ومحدش فاشل على طول .. وأهم حاجة نافسي نفسك وإنتِ هتفوزى" مكنتش مقتنعة بكلامه أوي لغاية ما قررت إني فعلا لازم أنافس نفسي وبس وبالفعل اجتهدت جدا في سنة تانية وبالفعل طلعت الأولى على القسم وبيني وبين التانية فرق درجات كتير أوي وكملت باقي سنيني والحمد لله بطلع الأولي وفي آخر الأربع سنين كنت التالتة على قسمي .. حقيقى كنت فرحانة إني قدرت أرجع أثق فيا من تاني على الرغم إنى كنت عارفة إني مش هتعين وخاصة إني كنت التالتة يعني الأولوية للمركز الأول ..

ولكن بعد مرور سنتين لقيت جواب مبعوتلي من الكلية فيه قرار تعييني !! نعم!! اللي هو إزاي!! وفعلاً كلام دكتوري صَدق" حسابات ربنا غير حساباتنا" وحقيقى فرحتى كانت لا توصف وفرحة أهلى وفرحة الكل كانت بالنسبالي إنجاز عظيم إني قدرت وآخيراً أرجع لرهف القديمة من تاني .. وبعدها إتعرفت على زوجي من خلال كليتي اللي كنت كرهاها في البداية لأن أخته دكتورة جامعية وهو مهندس زراعي ودلوقت معايا محمد وفريدة وحقيقى هما كل ثروتي في الحياة ولولا خطط ربنا وتدبيراته العظيمة دي مكنتش هفرح كدا في حياتي .. وحقيقى أنا بحمد ربنا على كل حاجة حصلتلى لأن كل خطوة حصلتلى أدت لحصول الخطوة اللي بعدها .. عرفت وقتها إن مش مجموع اللي هيحددلي حياتي ..ومش كلام الناس اللي هيحدده .. وإن مفيش قسم ضعيف ومفيش حاجة اسمها اسمها كلية قمة وكلية قاع واللي بيقول كدا يبقى بيرمي هويته على اسم كلية ..وحقيقى حسابات ربنا غير حساباتنا.. وبالمناسبة أنا دلوقت بكتبلكم الكلام دا وأنا مزنوقة في رسالة الدكتوراة⁦♥️⁩

#منقول

اسكربيتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن