الفصل الاول

8.7K 123 25
                                    

الاسكندرية ١٩٩٧

في مكان مهجور بالاسكندرية امام احد الشاليهات وقف شاب لم بتعدي عمره العشرين عاما يدخن سيجارته أمام البحر في هذه الليلة الصيفية الدافئة يرتدي قميص ابيض مفتوح يتطابر حول جسده وبنطلون جينز وينظر للبحر بشرود شديد 

ياسين الحديدي شاب في العشرين من عمره صاحب بشرة سمراء وشعر اسود ناعم وعينان زرقاء لامعة ..ملامحه ألمخيفة وتعابير وجهه القاتمة تجعله يبدو اكبر من عمره بكثير  

لا يجد راحته سوي هنا بعيدا عن البشر وأمام البحر الذي يشبهه فكلاهما  من الخارج هادئين وتحت هذا الهدوء براكين من نار وغضب وقسوة وأسرار لا يعرفها احد سواهم 

في وسط شروده سمع صوت احد اصدقائه يناديه من خلفه:- ياسين يلا القطط وصلو 

التفت لهم بهدوء ثم القي سيجارته وعاد للشاليه خلفة يضم طرفي قميصه علي جسده ...كانو اصدقائه الثلاثة  يجلسون في شرفة الشاليه يتحدثون بصخب في الحقيقة هم ليسو اصدقائه هم ثلاث شباب اتو ليعملو معه وتعرف عليهم بحكم تقاربهم في السن اما هو فلا يحب أن يصادق احد 

كانو يجلسون ثلاثتهم وامامهم بعض زجاجات الكحول وبعض المواد المخدرة ...فجلس أمامهم ونظر لهم ....

بعيدا عنه قليلا يجلس يحيي ...... و يمرر لسانه علي اطراف السيجارة ليغلقها بعد أن لفها ...يحيي اصغرهم في السادسة عشر من عمره ذو بشرة خمرية وعينان خضراء قاتمه وشعر اسود ناعم  وشخصية اجتماعية مرحة وذكية بالرغم من سنه الصغير .... يرتدي شورت جينز وتيشيرت ابيض وكاب أزرق ويدندن أغنية بهدوء وهو يلف سيجارته  ..

وعلي سور الشرفة يقف زين .... زين شاب في العشرون في عمره مثل ياسين ، هادئ ورزين للغايه مثل هدوء ملامحه ..ذو بشرة بيضاء وعينان نارية واسعه بلون غروب الشمس برموش كثيفة وشعر بني كثيف ...يقف عاقدا ذراعيه اما صدره كانه يحتضن جسده وينظر للبحر الواسع المظلم امامه بشرود ...يقارب ياسين في الطول وضخامة جسده الي حد ما .... ولكنه يختلف عنه في القسوة ...لا أحد يقارب ياسين في القسوة ابدا  ...ياسين نفسه لم يري أحد أسوأ منه 

حينما اتي زين ويحيي وصديقهم الثالث كمال  سويا ليعملو عند والده  سلمان الحديدي  اقتربو من ياسين بحكم انه ابنه والذراع الايمن لسلمان ولتقارب سنهم ...ولم يمانع ياسين تقاربهم بالرغم من انه لا يحب تكوين صداقات او يجعل اي احد يقترب منه و خصوصا أن طبيعة عملهم لا يوجد به شي يسمي صداقة ....

حين تعرف عليهم ياسين ارتاح  ليحيي اكثر واحد فيهم لانه مازال صغيرا و نقيا لا يعرف الخبث ولا الكذب ....واعجب ايضا بشخصية زين ولكنه لم يكن يحب ضعفه الذي يظهر احيانا  وقلبه اللين احيانا وايضا عناده وتمرده فزين لا يحب أن يملي احد عليه الاوامر  ....اما كمال فلم يحبه ابدا ولم يرتاح له بالرغم من أن اصدقائه يحي وزين  يحبوه الا انه يري به ما لا يستطيعون أن يروه ..يري خبثه وتلونه وكذبه وحبه الشديد المال وغبائه ايضا 

الذئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن