مرحباً أصدقائي عدت مرة آخرى إلى هذه المساحة المنزوية عن أعين العالمين، هذه المساحة التي تستقبلني في كل مرة وتحتوي انفعالاتي وتتحمل مهاتراتي، والمعادلة بسيطة كلما ظهر في وجهي شخص مستفز بطريقة ما آتي إلى هنا وأخرج الطاقة السلبية، والتي إن تركتها تعبث بي ستجعلني ارتكب جريمة في أحدهم يوماً ما.خلال الأسابيع الماضية كنت أعيش في دوامة من العمل والعمل المضاد والعمل المهدر دون طائل، مع العديد من القرارات القادمة من الإدارة والتي ترفع من معدل الحموضة في الدم، وتتسبب لاحقاً في البلادة الجماعية.
في وقت مضى كنت أفكر بترتيب هذياني ورصد انطباعاتي نحو ما يحدث، لكنّي لم أجد أي جدوى من إعادة التحدث عمّا لا حيلة لي فيه ولا رأي ولا قرار لا من قريب ولا من بعيد.. ولأختصر المشهد الغير واضح الملامح بالنسبة إليكم يمكنني القول في ذلك بأني ذرة تراب بل أقل من ذلك أنا ”النملة“ وليس للنمل حق أو رأي سوى العمل والعمل فقط.
من جانب آخر فإني لا زلت محاطة بطريقة ما بالانتهازيين والطفيليين عديمي الملامح الذين لا كرامة لديهم ولا شعور، أولئك الذين ما ينكفئوا عن تحين الفرص لاستغلالك، متسلحين بحسن الكلام ومتأملين بطيب خلقك، والذي سيمنعك لا محالة من ردهم ورفض طلباتهم في وجوههم.
ولكي لا أدع الحديث عائماً دون ضابط سأعرض لكم بعض المواقف مع أحد أولئك الطفيليين، وسأترك لكم الحكم في النهاية.
ولن أجد مثالاً للاستغلال أفضل من سلتوح، ذلك الموظف الهلامي الذي يظهر لك في كل مكان ولا تعرف حقيقةً ما موقعه من الإعراب!؟
في البداية كنت لا أعيره أي اهتمام، وكونه شخص يظهر من كريم الخلق وطيب الحديث أكثر مما يخفى من تطفل واستغلال فإني لم اعتبره مصدر تهديد، ولم أرى في طوافه المستمر حول مكتبنا أي خطر، ولم أكن استغرب من تواجده المستمر مع المدير وكأنه توأمه السيامي، رغم أن وظيفته حسب الهيكل التنظيمي لا تتطلب ذلك، ومع الوقت بدأ ذلك محيراً ومستفزاً جداً، ففي كل مرة يأتي المدير ليناقشنا بشأن مهمة ما يأتي ذلك السلتوح ليتطفل ويبدي رأيه ويضيف اقتراحاته الغير مفيدة على الإطلاق.
المدير يسأل عن التقدم المحرز لمشروع ما.. يطل سلتوح رأسه من العدم ويلقي بتفاهات لا قيمة لها ويسميها اقتراحات، ونضطر إلى الاستماع إليه من باب الأدب، لنفاجئ لاحقاً بطلبه وضع اسمه على المشروع كونه اجتهد دون طلب، في إعطاء معلومات غير مفيدة لم يطلبها ولم يستخدمها أحد..!
المدير يرفع سيرته الذاتية للإدارة العليا لسبب ما، سلتوح يطلب منا إعداد سيرته الذاتية على أحدث نموذج لرفعها هو الآخر بكل ثقة..
المدير لم يطلب أي شيء.. سلتوح يظهر أيضاً، ليطلب منا أن نخدمه في أمور شخصية كإعداد واجبات أبناءه أو طباعة مستندات لأمور خارج العمل..
ولم يكتفي بذلك ولن...
أتذكر في مرة قمنا فيها أنا ومجموعة من الاخصائيات بإعداد مشروع ما ليظهر لنا سلتوح ويطلب منا وضع اسمه معنا بكل وقاحة.. وكذلك فعلنا؛ ببساطة لأننا كنا نريد أن نظهر له حسن نوايانا، كوننا أشخاص لا نهتم بالمظاهر وكل ما يهمنا هو العمل والمصلحة العامة فقط.
لكنه ورغماً عن ذلك لم يحسن الجميل ولم يحفظ ماء وجهه، ولا زال يدلق علينا هرائه ويذّكرنا بأن تطفله من باب التعاون، وأنه حتى لو طبع ورقه واحدة من مشروع ما أياً كان فإنه لازماً علينا أن نضع اسمه عليه ونحفظ له حقه في ذلك..!
حتى الآن وعلى ما يبدو فإن سلتوح من النوع الذي لا يكتفي على الإطلاق وكلما غذينا استغلاله يطالبنا بالمزيد تماماً كما شخصية "kaonashi" في فيلم "spirited away" يقلد الجميع.. ويركض وراء الجميع.. ويحشر نفسه في مهام الجميع.. ولا شيء قادر على إيقافه أو ردعه.
والحكم لكم هنا.. في حالة هذا الطفيلي
.
.
.
.
.
.
.
.
هل يجوز طعنه؟
أنت تقرأ
مذكرات اخصائية اجتماعية
Fiction généraleهنا سرد لليوميات العادية لاخصائية اجتماعية بسيطة، في محاولة لاستعادة التوازن في كل يوم.. ومواجهة كل التحديات بصدر رحب.. هنا أنا: من يواسي نفسه.