33

94 3 0
                                    

احمد لقى ملابسو مرمية ف الارض وجزو منها مشرط….عرف انو ديل بابكر وعثمان ولو ما هم بكونو رسلو زول من طرفهم…
المهم لملم ملابسو ورجعها جوة الشنطة ...و حاج الرضي ربط حمارو وجا قعد مع احمد لكن احمد ما كلمو ....
اليوم التاني برضو بالليل نفس الطريقة دي… كوووو باب التكية يضرب واحمد يطلع وما يلقى زول برا ...بس حاج الرضي سمع صوت الضربة وطلع الشارع لقى احمد واقف برا التكية ...حاج الرضي جا عليهو وقال ليهو : ف شنو  ااا احمد ؟؟.....
احمد : مافي حاجة يا حاج ...
الرضي : امبارح السيدة قالت سمعت صوت ضربة ف الباب بس انا كنت قايلها بتهضرب ...لكن هسي دي انا زاتي سمعتها ...دا منو القاعد يجدع بالحجار ؟؟؟...
احمد : والله ما عارفو يا حاج انا زاتي طلعت عشان اشوفو دا منو… لكن ما لقيت زول....
الرضي : الناس دي جنت ولا مالا ااا جماعة ؟؟...ف زول بفلع بيبان الناس ساي بدون سبب ؟؟؟...
احمد : تقول شنو يا حاج…
الرضي : احمد ااا ولدي تعال نوم جوة ف الاوضة ديك فاضية مافي زول بنوم  فيها وهي زاتا ف طرف الحوش ومافي زول جنبك ...
احمد : لا لا يا حاج ...انا من التكية دي ما متحرك ...
الرضي : اا ولدي ما تسمع الكلام الله يرضى عليك...اكان حصلت ليك حاجة ساي ..مافي زول بسمعك ...
احمد : انا خلاص بقيت شديد وما بتحصل لي اي حاجة با حاج ما تخاف علي .....
الرضي : انت ااا ولدي مالك ما عايز تدخل جوة ؟؟؟… ما معتبرنا زي اهلك ولا شنو ؟؟ ...
احمد : ما كدا يا حاج ..لكن البيت عندو حرمات وانا مرتاح هنا ف التكية وما بتجيني عوجة ...انت امشي نوم والصباح رباح ....
اها عمك الصباح بدري لبس جلابيتو وجا ل احمد لقاهو يادوب صاحي ...
الرضي : ها زول لسه ما لبست هدومك ؟؟؟… الليلة المقابلة حقتك ااا ولدي… .
احمد : والله نسيت يا حاج… خلاص انت امشي الزراعة وانا بركب البوكسي مع الجماعة وبمشي المستشفى…
الرضي : انا من دربي معاك  نمشي المستشفى ونرجع الزراعة بهناك…
احمد : ما تتعب نفسك يا حاج… انا بقدر امشي وارجع براي… وبعرف الطريق…
الرضي : لا لا ما بخليك تمشي براك ااا ولدي… يلا البس سريع خلينا نلحق البوكسي…
احمد لبس ملابسو والحاج جاب الشاي شربوهو وطلعو ركبو البوكسي مع الجماعة ومشو المسشفى…
الدكتور كشف علي يد احمد وقال ليهو الحمد لله مافي شي بالنسبة ل عضم الترقوة… بس الجرح من جوة لسه ما برأ كويس….
اها الدكتور صرف ل احمد حبوب ووراهو تمارين يعملها للكتف وقال ليهو م عليك عوجة ان شاء ..بس ما تشيل حاجة تقيلة لمدة تلاتة شهور   والجرح الداخلي ببرأ مع الزمن…
احمد وحاج الرضي رجعو المشاريع بهناك…
طبعا محاصيلهم الزرعوها كلها ما شاء الله خضراء ونورت خلاص ما باقي ليهم الا شهر او اقل من شهر ويحصدو محاصيلهم…
حاج الرضي يعايين للزراعة ب كل رضا ومبسوط شديد يحمد الله... ياخ الارض دي ليها فترة ما نورت بالشكل دا ....وعمك ف سرو يقول انو دي بركة احمد ويدو الخضراء وبينو وبين نفسو قال بعد الحصاد لازم يكافيء احمد ويديهو مبلغ معتبر غير مرتبو حق الشهور الاشتغلها معاهو عشان يرجع ل اهلو مبسوط ...
اها حاج الرضي واحمد كان عندهم عمال شغالين ليهم نضافة ف الزرع… يعني يحشو الحشائش البتقوم ف وسط الزراعة…وبعد ما العمال انتهو وحاسبوهم يومياتهم… حاج الرضي واحمد ركبو ف كارو مع واحد من ناس الحلة وراجعين علي البيت… ف الطريق شافو بابكر وعثمان قاعدين ليهم تحت شجرة ومعاهم نفرين كدا وقاعدين يوسوسو…وشكلهم بخططو ليهم ف مصيبة…
بابكر من شافهم ملامحو اتغيرت وبقى ينظر ل احمد نظرة حقد واحمد بادلو ب نفس النظرات…
حاج الرضي لاحظ ل نظراتهم ل بعض وهو اصلا شاكي انو بابكر هو الضرب احمد… بس مستغرب ليه احمد ما عايز يكلمو…
حاج الرضي ما سلم عليهم لانو مختلف معاهم من ايام احمد اتضرب وهو مشى ليهم ف البيت وسالهم عن انهم ضربو احمد ولا لا…فاا ما احترموهو و سمعوهو كلام ما يسر… وتاني من الزمن داك مافي بينهم لا سلام ولا كلام…
المهم واصلو مشوارهم عادي ووصلو الحلة…
عمك جاب الغداء والشاي وقاعدين يتونسو…
طبعا الرضي ف السنين الفاتت كان براهو بيشرف علي الارض وهو راجل كبير ف السن ..مرات بتعب وما بقدر يمشي الزراعة يوم يومين تلاتة وانتو عارفين العمال كيف…  الا يكون ف زول واقف ليهم ف راسهم حتان يشتغلو كويس…والايام العمك بغيب فيها… العمال كانو بيعملو نفسهم اشتغلو وتلقاهم نضفو جزو بسيط ف الزراعة ويقولو عايزين يومية…يعني كانو بستغلو ضعف وكبر سن عمك ومافي زول معاهو وكانو بتجرجرو معاهو ف الشغل بحيث انو لو الشغل حق يومين هم بقعدو فيهو اربعة خمسة يوم ولو عمك مافي بقعدو اسبوع يشغلو ف الشغلة البسيطة دي…مافي ضمير والشغل مجرد نضافة ... يعني حش حشائش ونجيلة…واكيد بابكر وعثمان ليهم يد ف الموضوع دا  لانهم كانو بحرضو العمال علي عمك… وعشان الجرجرة بتاعت العمال دي الزراعة بتاعت عمك ما كانت بتنجح والارض ما كانت بتنتج انتاجها كامل… يعني الارض كلها بتجيب ل عمك فايدة النص ومرات اقل من النص…
بس السنة دي زي ما انتو شايفين احمد كان قايم  بالشغل والاشراف  و الحاج كان ماخد راحتو شديد …يعني مجرد ما يوصلو الزراعة… عمك برقد تحت الشجرة وياخد راحتو واحمد بنزل شغل مع العمال…فاا عشان كدا السنة دي الانتاج ح يكون مية ف المية ان شاء الله….
عمك شايل جميل احمد كلو ف جواهو ومنتظر بس يحصد ويبيع محاصيلو ويدي احمد نسبتو.. مع انو ما اتفق معاهو علي نسبة لكن رد جميل…وما عندو شي تاني يرد بيهو الجميل ل احمد غير القروش…لانو جاي من اهلو ل شغل وقروش…
ولكن… ليس كل ما يتمناه المرء يدركه…
المهم بالليل احمد كان قاعد جنب باب التكية ب جوة وخاتي عكازو ومنتظر بس الزول البجدع بالحجار يرمي الحجر ويقوم يطلع ليهو سريع عشان يمسكو ...بس الغريبة مافي اي زول الليلة رمى حجر واحمد شالتو نومة ونام....
الصباح احمد قام من النوم عادي زي كل يوم وركب مع عمك مشو الزراعة… وهناك كانت المفاجأة…
الرضي واحمد لقو نص الزراعة ماكولة…يعني ف زول جاب بهايمو ودخلهم ف ارض حاج الرضي اكلو نص الزراعة…والشغلة شكلها مقصودة لانو الارض الحواليهم كلها سليمة ومافيها قصبة واحدة اتأكلت…
حاج الرضي نزل من الكارو ورجليهو ما قدرت تحملو ووقع ف الارض… احمد مسك عمك ووقفو علي حيلو…
الرضي يتحسبن : حسبي ا الله ونعم الوكيل …حسبي الله ونعم الوكيل…
اها شافو درب البهايم لقو فيها درب بقر وغنم وخرفان و كمان درب تلاتة ولا اربعة نفر كدا كانو محاوطين البهايم وسايقنها…يعني قاصدين ارض عمك...و البهايم كانت  كتيرة وشكلهم جابوها من بعد المغرب طوالي وشغالة تاكل لغاية قريب الصبح وبعدين ساقوهم…
عمك يعاين للارض الماكولة بنظرة بؤس…
يعني بعد ما خلاص قرب يحصدها يجي واحد يدخل بهايمو فيها !!!…حاجة تحزن الواحد…
المهم احمد وعمك تابعو اثر (درب) البهايم لغاية ما وصل مسافة قريبة من القرية والاثر اختفى عشان كان ف هواء والتراب اخفى الاثر….
حاج الرضي حالتو تحنن لدرجة انو ما قادر يقيف علي حيلو ولا قادر يتكلم… والحزن ظاهر ف وشو….
احمد سأل العمال حقين المزارع الجنبهم وكلهم قالو جو الصباح و ما شافو اي حاجة…. وبابكر وعثمان ما موجودين ف الارض حقتهم…
احمد قال ف نفسو اكيد ديل هم لانو مافي زول غيرهم بعمل كدا…
المهم احمد لمن شاف عمك تعبان ومتأثر وحيلو ما شايلو قام قاليهو : ارجع البيت يا حاج وانا بقعد هنا بحرس الارض…
الرضي ب تعب : لا لا ااا ولدي ما تقعد براك… والارض بحرسها ربنا…
احمد : ونعم بالله… انا يا حاج ما ماشي من هنا لغاية ما اعرف دا منو العمل كدا…
الرضي : الزول دا حسابو عند ربنا ااا ولدي… ارح وديني البيت انا تعبان وما بقدر امشي براي…
احمد لمن شاف عمك مصر انو لازم يرجع معاهو الحلة… قام اتفق مع واحد من العمال.…ووصاهو انو يحرس الارض وما يمشي اي مكان…ويكون صاحي الليل يلف حول الارض ...
اها احمد مع عمك البيت وعمك حالتو تحنن الكافر…
السيدة من شافت الحاج وشو البائس سالت احمد الحاصل شنو ااا ولدي ؟؟؟…  الحاج مالو ؟؟؟…
احمد ما رد عليها .... عايز الحاج يكلمها براهو ....
الحاج شكلو تعبان بس متماسك…دخل البيت قعد ف السرير والسيدة والزينة قاعدين حداهو (جنبو)…
احمد طلع برا وقف جنب التكية وعاين ف اتجاه بيت ناس بابكر… بس ما شايف ليهم اي اثر… عايز يمشي علي بيتهم ..لكن قال يتفاهم مع الحاج اول ويشوف ح يتصرفو كيف…
باقي اليوم دا عمك كاتم ف جواهو  واصلو ما قام من سريرو… بس راقد والزينة قاعدة جنبو…
السيدة جابت الاكل ل احمد برا ف التكية واحمد سالها من الحاج …
السيدة قالت ليهو : غايتو عمك دا ما كويس لكن الحمد لله… وريني ااا ولدي عمك مالو ؟؟… اتشاكل مع اولاد اخوهو ولا مالو جاي تعبان كدا ؟؟…
احمد ما حب يكلمها بالحاصل… لكن دخل معاها البيت اتطمن علي الحاج لقاهو راقد  ف السرير وكاتم ما عايز يتكلم مع زول ...
المهم بالليل كدا احمد بين نايم وما نايم ....سامع صوت بكى وصراخ ف البيت… فااا قام طالع من التكية لاقى السيدة ف الشارع جاية علي التكية… 
احمد : في شنو يا حاجة ؟؟؟…
السيدة : اجري ااا ولدي تعال الحق عمك ....
احمد مشى مع حاجة السيدة ودخلو البيت لقو الزينة ماسكة ابوها وتبكي وتلولي فيهو ...وعمك بتشنج ....
احمد طلع سريع وجري علي بيت صاحب البوكسي و دق ليهو الباب صحاهو وكلمو بالحاصل والزول شغل البوكسي ومشى مع احمد علي بيت الرضي وشالوهو ف البوكسي والسيدة قالت الا تمشي معاهم…
اها السيدة ركبت قدام ومسكت الحاج وقاعدة تقرا ليهو قران…  واحمد ركب ورا ف صندوق البوكسي وبوووووووووووو… علي المدينة لانو زي الوكت دا المركز حق القرية التانية بكون قفل…
وصلو المستشفى…احمد فتش الدكتور الكان متابع معاهو لكن ما لقاهو… بس لقى واحد تاني برضو شكلو ود حلال كدا…اسعف الحاج وركب ليهو دربات وفحصو ليهو ضغط الدم لقاهو مرتفع شديد….
المهم الدكتور اسعف عمك ولحقو سريع والحمد لله…و كان  واقف معاهو لغاية ما ضغطو انخفض وبقى طبيعي…
خرجوهم الصباح والدكتور ادا عمك حبوب و ساق احمد بعيد وقال ليهو : الحاج دا والدك ؟؟؟…
احمد : ما والدي لكن ف مقام الوالد….
الدكتور : طيب اسمعني كويس…ب غض النظر عن الحاجة الاتعرض ليها الحاج  وسببت ليهو الصدمة دي… بس انت عارف انو زول ف عمرو دا المفروض ما يتعرض ل صدمات زي دي لانو ما ح يقدر يتحمل…فااا انتو حاولو بقدر الامكان انكم تبعدوهو من المكان او الشي الاتسبب ف صدمتو…
احمد : خير يا دكتور…
اها رجعو البيت واحمد قاعد يفكر ف  كيف عمك ما يتعرض ل صدمة زي دي ؟؟…معناهو لازم احمد يمشي المشاريع هناك ويحرس الارض مع الزول القاعد هناك ...
احمد عزم ف نفسو انو بكرة من الصباح يشيل اغراضو ويمشي يعسكر هناك ف الارض… ويجي كل يوم بالنهار عشان يتطمن علي الحاج ويرجع العصر يبيت هناك….
لكن صحي… الجماعة ح نتظروهو لغاية يوم بكرة ؟؟…
المهم احمد بعد العشاء بعد اتطمن علي الحاج ولقاهو نايم مشى التكية ورقد نام لانو تعبان امس ما نام…
يلا بالليل وقريب الصبح احمد نايم ويشخر… صحي علي صوت زول بئن (يتألم )وبدق ف باب التكية…
احمد قام سريع وفتح الباب لقى زول واقع قدام الباب ... رفعو و شافو لقاهو دا الزول الحارس ليهم الارض وشو وارم وجسمو كلو دم…
الله يستر…

..
.
كونو بخير ...
.
..

غدر الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن