الفصل الأول " بأي ذنبٍ قُتِلت ؟ "

14.3K 496 103
                                    


تم التعديل

في سوهاج

كانت تلك الصغيرة صاحبة السادسة عشر عاماً تلعب هنا و هناك مثل الفراشه التي تنتقل من فوق زهرة الي اخرى ... ينسدل شعرها الأسود القاتم علي ظهرها بطولهِ الذي يلفت الانظار و شدة لمعانه و العيون البنية التي تجعلك تذوب بها كأنك تُصافح فنجان من القهوة في بيالي الشتاء الباردة ، ترتدى تلك الصغيره "عباية" من اللون الازرق المطرزه ببعض الخرز الاصفر ... و لكنها مليئه بالرقع من كثرة الفجوات التي تظهر جسدها ، تلعب تلك الصغيره معا اصدقائها يقومون بالدوار حول بعضهم يغنون و يهللون
الي ان قاطعت خلوتهم تلك السيدة الشمطاء المكروهه من الجميع تصرخ علي تلك الصغيره لتخرب عليها لعبتها

صفيه بغضب :بتتت يا قسووووة انت يا بت يا حماره ...

قسوة و هي تتأفف بضجر و تعب من تلك الطلبات التي ستمليها عليها تلك الملعونة : نعم يا مرات ابويا

صفيه و هي تمسكها من ذراعها و تقوم بجذبها اليها: بتعملي ايه يا مقصوفة الرقبه هنا

قسوة بجرأه :بلعب يا مرات ابوويا بلعب و اللا كمان اللعب حرمو اياك ...

صفيه و هي تمسكها من شعرها و تقوم بخلع نعلها و تضرب الصغيره ضرباً مُبرحاً لتبدأ العبارات بالإنهمار علي وجهها من كثرة الالم ، توقف ذلك النعل من الهبوط علي جسد الصغيره عندما اتت صاحبة الصوت الرقيق الذي صدر ..

روايدا و هي تمسك بنعل والدتها :يا اما بقي حرام عليكي هي عملت ايه كل شويه ضرب ضرب مش كده

صفيه بغضب و هي تزيح يد ابنتها لتبعدها :مغسلتش الغسيل بعدين خليكي في حالك يا بت انتِ مالك انتِ، انجرى شوفي وراكي مذاكرة خلصيها ..

روايدا بأستعطاف و هي تمسك بيد قسوة تجذبها خلف ظهرها و تحدث أمها بحنو علّا قلبها يلين قليلا :يا ما حرام كده يا ماما قسوة غلبانه و طيبه ..

صفيه بغضب :و انتِ مالك يا بت مش قولت غورى

روايدا بغضب :اووووف يا اما بقي حرام و الله بقي

ذهبت الفتاه علي مضض و عقلها ممتلئ بما سيحدث في تلك الصغيره تدعي بداخلها ان  يهدي الله والدتها و تكف عن الأذي في ذلك الجسد النخيل

صفية بغضب و هي تمسك قسوة من ذراعها: قدامي يا متخلفه يلاا شغل البيت يخلص كلو النهاردة فاهمه و لا لاء و كمان فرحك النهاردة يا مقصوفه الرقبه انتِ

قسوة ببكاء شديد :حااضر حاضر فاهمه بقي سبيني ...

تركتها صفيه و هي تنظر لها نظرات تحمل من القرف و الاشمأزاز ما يفيض و يكفي :بت مقرفه زي امك عقبال ما ربنا يريحنا منك اومال

رواية عمر "سجينُ غيداقْ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن