الفصل الخامس عشر " أ لست يُونس ؟ إذاً دع الله يختبرك و 120يوم جديد"

264 21 109
                                    


يستند برأسه أمام غرفة الطوارئ و والدته بالداخل لا يعلم ماذا أصابها كانت بأحسن حال تحدثه قبل هبوطه ، ليغمض عينيه بشده خائفاً من أن يأتي له خبراً لا يسعده ليقطع كُل آماله في الحياه يخاف الفقد لأنه ما هو إلا رحلة لن تنتهي بِك إلا في اللحد لا الإشتياق يخفت و لا الشعور ينام بل تضمده الأيام و عند سماع صوته أو رؤية صورة له أو فعل صدر من شخص آخر لكنه كان يفعله يجتاحك إنقباض قلبك ، غصة مؤلمة في حلقك ، ألماً مُتزايد يصل إلى مقليتك لتندفع الدموع و تتسائل لماذا رحلواْ باكراً ، لماذا قد رحلواْ من الأساس و لكنها الحياه لتصبح شخص آخر بعد فقدك إياه تنسى حاضرك و تعيش في ماضيك لتتمسم بذكرياته ، تتمسك برائحته و توّد أن تغمض عينيك كي تحتفظ بملامحه خِشية زوالها، لتُعاتب نفسك عند نسيان صوّته ، و يبقى أنت مُحاصرٌ في عقلك لا توّد الخروج إلا عند ذهابك إليه.

اقترب منه حسن بهدوء ليربت على كتفه بمواساه:

_إن شاء الله هتبقى بخير يا يونس إهدى بس و هتطلع حاجه بسيطه بإذن الله

لتفر الدموع من مقليته كان يحتجزها منذ وقت طويل و لكن عند عناق و مواساة ' حسن ' له لم يتحمل اكثر من ذلك ، ليعانقه بشده و هو يمسح على رأسه بحزن على حال صديقه المُبتلى في جميع أوقاته ، يوّد أن يُذهب الله عنه الحَزنَ سريعاً أو يناصفه حتى به :

_ إهدى يا يونس و الله هتبقى كويسه ، أنا عمرى ما شوفتك ضعيف يا صاحبي عيط و هتلاقيني ف ضهرك بس أوعى تضعف ده أنا مسنود عليك و بتعلم منك الصبر إهدى و خير بإذن الله .

لتبكي الآخر بشده و هو يشدد على عِناق صديقه :

_ حسن لو أمي راحت مني أنا هتعب أوى ، كفايه أبويا يا حسن كفايه هو و الله يارب أنا راضي أبتليني ف أي حاجه بس أمي لاء يارب ماما لاء يارب ، أنا لسه عيّل صغير و الله يا حسن

ليشدد الآخر على عناقه و هو يربت على رأسه و تجمعت الدموع في عينيه على صديقه حتى أنه كاد أن يبكي معه ،
يبتعد عن صديقه و يتنهدلينفث عن صدره بعض الألم ،و الدموع مُتجمعه في مقلتيه و لكنه أزالها بأنماله ليجدها تأتي مُتجهة إليه في آخر الرواق إلى أن وصلت أمامه لتسأله بنبرة قلقة :

_ يونس ، ماما مُشيرة عامله إيه دلوقتي إيه حصل ؟

ليبتلع و يحدثها بهدوء رغم كم التساؤلات الذي تُعرض في عينيه:

_ لسه الدكتور هيخرج يطمنا

لتنظر له بحزن و أسى بالغ توّد ان تقترب و تُمسك بيديه لتواسيه و لكن رغم إستحالة هذا الأمر قبل عقد قِرانهم ، و لكنها قد قطعت مُنذ قليل كُل السُبل إليه :

_ ما تخافش يا يونس هتبقي كويسه بإذن الله

ليأومأ له برأسه و يشيح بأنظاره عنها أرضاً بالرغم من إحتياجه لها

رواية عمر "سجينُ غيداقْ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن