الفصل السادس عشر " يومُ الجُمعة"

266 17 14
                                    


يومُ الجُمعة و في تمام الساعة العاشرة صباحاً و قبل آذان الظهيرة نستمع إلى صوت التلفاز الماثل على قناة المجد   يقرأ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ما تيسر من سورة الكهف بصوته العذب رائحة البخور العِطري تنطلق في أنحاء المنزل ليتداخل معا ضوء الشمس المُنطلق من الشُرفه خالقاً مشاعر روحانية في داخل المنزل تُزيل إرهاق الأسبوع و ألمه مهما كَثُر ، ندخل إلى المطبخ نجد 'يونس' واقفاً يقوم بتحمير بعض أقراص الفلافل و يُقلب الوجبة الرئيسيه للإفطار و هي الفول المدمس صُنع والدته لتمضي دقائق و يضع طبقً تلو الآخر ، بيضٌ بالسمن البلدي فاحت رائحته في أنحاء المنزل بجانبه الفلافل و الفول و بعض الخضروات مثل الطماطم و الخيار و الجرجير و أخيراً وضع بعض الخُبز المصري ليحمل صنية الطعام و يتحرك مُتجهاً إلى غرفة والدته للطرق على الباب بخفه و يفتحه و على وجهه إبتسامة كبيرة مُتجهاً إلى فراشها ليقول مُمزاحاً إياها  :

سعيدة يا مشيرة هانم

تبتسم ' مُشيرة ' بخفه و تغلق المُصحف تضعه بجانبها لتقول بضحك :

_سعيدة يا قلب أمك

جلس قِبالتها على الفراش ثم وضع الصنية على قدمه و بدء بتقطيع الخبز أمامها و هو يقول بحماس :

_ هتاكلي شوية فول يا ست مشيرة ، ااااه على الحلاوة ااااه هتقولي عفارم عليك يا واد يا يونس تسلم إيدك يا واد يونس

لتضحك على حديثه و هي تضع في فمها قطعة خُبز:

_طب دوق كده يا واد يا يونس

ليأكل و ما زالت على وجهه علامات الفخر لتتلاشي عند ظهور الطعام مالحاً بعض الشيئ أو مالحاً جدا إحقاقاً للحق ، ليبتسم بخفه و يخفى علامات الصدمه :

_ مالو يا مدومزيل مشيرة ده عال العال اهو طب عفارم عليك يا واد يا يونس

_طيب كُل يا روح أمك كُل

ليأكلو في أجواء خفيفة لم تخلو من مِزاح ' يونس ' معا والدته و لا مزاح قططه الصغيرة التي كانت تقضم أصابعه بخفه و تركض في أنحاء المنزل خاصةً قطته 'لُطفية'

لينتهواْ من الطعام لترفع ' مُشيرة ' يدها في وضعية الدعاء و هي تقول بدموع :

_ ربنا يكرمك يا يونس يا أبن بطني و يحفظك ليا و يجعلك في كُل خطوة سلامة و لا يشقيك و لا يضيمك أبدا و يحققلك كُل اللي نفسك فيه

ليلثم يدها بحب و هو يربت عليها :

_ و أنا مش عايز في حياتي كلها غير الدعوتين الحلوين دول

_ انا اسفة يا أبني جيت على آخر عُمرى و شيلتك الهم سامحني

ليقاطعها بنبرة حزينه:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية عمر "سجينُ غيداقْ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن