كانت تجلس علي الفراش تُمسك بقلبها لا تدرى لما تجتاحه تلك الغُصه منذ ذلك اليوم أهذا لأن والدها ليس معها في ذلك اليوم التي تحلم فتاة به لتتمنع و تتدلل بما تريد ، أم لأنها وحيده و لم تَفُز بأي صديقة تتحدث معها غير والدتها هي تفي بالغرض و لكن شعور الصداقة أمر مُختلف كانت ستشعر أن أحداً ما يدفعها إلي الأمام حتى و لكن هذا ما حدث و ليس لها أي يد
تنهدت بألم و هي تُعدل من حجابها الأزرق و كانت ترتدى فستان من اللون الفِضى به بعض الخيوط اللامعه البسيطة معا لم تضع مساحيق تجميل عدا الكُحل الذي زين عينيها لتصبح كعيون الريم بشرتها الحنطيه الجميله و بعض النمش الذي زي زين وجهها ف كانت بسيطة جدا و لكن جميلةٌ حقاً
دلفت عليها والدتها و هي مُبتسمه لتقف خلفها بهدوء و هي تربط علي كتفها و تدنو منها لتمسك وجهها بين يديها و تقبلها من وجنتيها بدموع و حنو:
_ ما شاء الله عليك يا عيون ماما ربنا يحميكي يا روحي
ابتسمت لوالدتها بدموع بينما التي مُسحت بواسطة أنامل والدتها الحنون :
_ قولنا ايه بقى مفيش عياط هو شايفك و عارف إنك هتبقي عروسه جميلة و فرحان بيكِ كمان هو ارتاح و ف مكان أحسن من هنا بكتير
لم تستطع تمالك نفسها و بكت بحرقه و شهقاتها بدأت تعلو :
_ يا ماما انا عارفة و الله انا بس كان نفسي يبقي معايا و كنت عايزة احس ف اليوم ده إن ليا ضهر و سند و يقول لعريسي حطها ف عينك أحسن اوريك و يقولو دي قلب بابا دي يكون معايا يوم فرحي يقدمني لعريسي اكون وسط الناس ببتسم و بعيط عشان مكسوفه من الناس دي ف أجرى و استخبي ف حضنو لأن حضنو هو الأمان حضن الأب عمرو ما بيكذمب يا ماما عكس أي حد حتي هو كان هياخدلي حقي من أي حد يزعلني و يقدر يقف قصادهم لأن هو الأقوى كنت عيزاه يبقي موجود ف حفلة تخرجي و فرحان بيا كنت مثلا محتاجه يوم نتيجة الثانوية و انا بجري و بوريه الشهادة انا عارفة ان هو ف دار الحق و احنا ف دار الباطل انا عارفه برضو أن احنا كلنا هنروح ليه و كل حاجه مُجرد وقت انا عارفة كل الكلام اللي كل الناس بتقولو عشان تصبرني بس يا ماما هو مشي بدرى اوى مشي و كان لسه في حاجات كتير ما عشناهاش معا بعض يا ماما قلبي بيوجعني اوى
نبكي على قلة حليتنا و بعد الإنتهاء من البكاء نتسائل
" من يُخبر الأموات أن أرواحنا في أكفانهم؟ "انسابت دموع "حكمت" على أبنتها ف احتضنتها بشده و هي تقبلها أعلي رأسها برفق و تمسح علي قلبها بهدوء :
_ ادعيلو ي روؤه و يلا بقى يا عروسه قومي في عروسه حلوة كده
مسحت إسراء دموعها و خرجت من أحضان والدتها التي أنطلقت إلي الخارج لأن صوت جرس المنزل قد صدح مُعلناً عن قدوم عائلة العريس لتقول :
أنت تقرأ
رواية عمر "سجينُ غيداقْ"
Romanceتخيل حياةٌ تمضي من دون كلل أو تعب تُمر علينا الأيام ف الأمس يشبه اليوم يشبه الغد دون أي إختبارات ، لتتغير حياتك في يومٍ واحد بعد أن كان معك المال تفقده و بعد أن حظيت بدفئٍ العائلة سُلبت منك ، لتُبني في داخلك فطرةٌ الإنتقام و تنتظر الله أن يغدق عليك...