الفصل العاشر "صَدَمات مُتَتالية"

332 30 15
                                    

كانت تجلس علي الفراش تُمسك بقلبها لا تدرى لما تجتاحه تلك الغُصه منذ ذلك اليوم أهذا لأن والدها ليس معها في ذلك اليوم التي تحلم فتاة به لتتمنع و تتدلل بما تريد ، أم لأنها وحيده و لم تَفُز بأي صديقة تتحدث معها غير والدتها هي تفي بالغرض و لكن شعور الصداقة أمر مُختلف كانت ستشعر أن أحداً ما يدفعها إلي الأمام حتى و لكن هذا ما حدث و ليس لها أي يد

تنهدت بألم و هي تُعدل من حجابها الأزرق و كانت ترتدى فستان من اللون الفِضى به بعض الخيوط اللامعه البسيطة معا لم تضع مساحيق تجميل عدا الكُحل الذي زين عينيها لتصبح كعيون الريم بشرتها الحنطيه الجميله و بعض النمش الذي زي زين وجهها ف كانت بسيطة جدا و لكن جميلةٌ حقاً

دلفت عليها والدتها و هي مُبتسمه لتقف خلفها بهدوء و هي تربط علي كتفها و تدنو منها لتمسك وجهها بين يديها و تقبلها من وجنتيها بدموع و حنو:

_ ما شاء الله عليك يا عيون ماما ربنا يحميكي يا روحي

ابتسمت لوالدتها بدموع بينما التي مُسحت بواسطة أنامل والدتها الحنون :

_ قولنا ايه بقى مفيش عياط هو شايفك و عارف إنك هتبقي عروسه جميلة و فرحان بيكِ كمان هو ارتاح و ف مكان أحسن من هنا بكتير

لم تستطع تمالك نفسها و بكت بحرقه و شهقاتها بدأت تعلو  :

_ يا ماما انا عارفة و الله انا بس كان نفسي يبقي معايا و كنت عايزة احس ف اليوم ده إن ليا ضهر و سند و يقول لعريسي حطها ف عينك أحسن اوريك و يقولو دي قلب بابا دي يكون معايا يوم فرحي يقدمني لعريسي اكون وسط الناس ببتسم و بعيط عشان مكسوفه من الناس دي ف أجرى و استخبي ف حضنو لأن حضنو هو الأمان حضن الأب عمرو ما بيكذمب يا ماما عكس أي حد حتي هو كان هياخدلي حقي من أي حد يزعلني و يقدر يقف قصادهم لأن هو الأقوى كنت عيزاه يبقي موجود ف حفلة تخرجي و فرحان بيا كنت مثلا محتاجه يوم نتيجة الثانوية و انا بجري و بوريه الشهادة انا عارفة ان هو ف دار الحق و احنا ف دار الباطل انا عارفه برضو أن احنا كلنا هنروح ليه و كل حاجه مُجرد وقت انا عارفة كل الكلام اللي كل الناس بتقولو عشان تصبرني  بس يا ماما هو مشي بدرى اوى مشي و كان لسه في حاجات كتير ما عشناهاش معا بعض يا ماما قلبي بيوجعني اوى

نبكي على قلة حليتنا و بعد الإنتهاء من البكاء نتسائل
" من يُخبر الأموات أن أرواحنا في أكفانهم؟ "

انسابت دموع "حكمت" على أبنتها ف احتضنتها بشده و هي تقبلها أعلي رأسها برفق و تمسح علي قلبها بهدوء :

_ ادعيلو ي روؤه و يلا بقى يا عروسه قومي في عروسه حلوة كده

مسحت إسراء دموعها و خرجت من أحضان والدتها التي أنطلقت إلي الخارج لأن صوت جرس المنزل قد صدح مُعلناً عن قدوم عائلة العريس لتقول :

رواية عمر "سجينُ غيداقْ"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن