في عيادة السجن نجد " رعد " مُلقى على الفراش تنزف الدماء منه و يجلس بجانبه " يونس " المُرتسمه على وجهه إمارات القلق بسبب صديقه خِشية فقدانه ليناظر بالطبيب الواقف بعد أن وضع بعض القُطن فقط على الجرح و كأنه سيحتسن ليحدثه بنبره مُستهزأه : احنا كنا ممكن نتصرفله ف اي حتة قماشه نحطها ع الجرح اللى صفاه ده ، مش عارف من غيرك يا دكتور بجد كان هيبقي كويس إزايليرد الآخر علي بنبره تهكمية و أستعلاء قليلا :ماهو لو كنتو بتبطلو بلطجه يا اخويا انت و هو ما كانش زمانو كده بس علي العموم انا عملتلو الأسعافات الأوليه هنشوف بقي نفسو طويل لحد ما الإسعاف توصل و لا لاء
ليغمض 'يونس' عينيه بغضب و يكور قبضته اليُسرى و يضع يده الأخرى على جبين " رعد" المُتعرق بشدة و يشع منه الحرارة ، ليحاول تهدأت نفسه قبل أن ينقض على ذلك الطبيب المُستفز ليردد : لا حول و لا قوة إلا بالله ، لا حول و لا قوة إلا بالله
ليمسح علي رأس ' رعد ' بشكل مُتكرر و هو يردد بعض الأيات القرآنيه و الأدعيه ، لعل الله أن يحفظه و يخرجه من أزمته على خيرٍ و سلام
و أخيراَ يُقاطعهم دخول المُسعفين ليحملو رعد سريعاَ إلى الخارج ، كاد أن يذهب' يونس' معهم و لكن أوقفه المأمور و هو يمنع بيده : عندك مُحاكمه بكرة و أظن هتطلع برآه ف بلاش تطول ، عسكرى خميس خدو ع الزنزانة
ليمسك العسكرى بذراعه إلي الزنزانه بينما يخطو' يونس' خطوات بطيئة و هو ينظر خلفه و يردد سراً : اللهم إني أستودعك إياه اللهم إنه في أمانتك ف أحفظه و أخرجه من الظُلمات إلي النور و من كربك إلي رحمتك و احفظه بعينك التي لا تنام و رُد إليه عافيته عاجلاً و ليس آجلاً يا الله.
ليدخله العسكرى إلي الزنزانه و يصدح صوت الأقفال و هي تُعلن عن غلقها .
بينما في سيارة الإسعاف كان المُسعفون قد وضعو له الأجهزة التنفسيه للمحافظه على مقدار تنفسه و ضمده الجِراح قليلا ليتوقف النزيف إلى أن يصلو إلى المستشفى
ليصدح في الخارج صوت إحتكاك إطارات السيارات بصوت عالى و ينطلق صوت طلقات الرصاص مُداوية في الهواء لتطُلق الطيور هي الأخرى أصواتها عبر السماء لتهرب و تنقذ نفسها ليتقدم إحدى المُلثمين من سائق السيارة : أنزل من العربيه و حط إيدك ورا راسكليهبط السائق بخوف هو العسكرى الجالس بجانبه ليأخد مُلثمٌ آخر الأسلحه منهم و يقف أمامهم للوجه إلي رأسيهم السلاح ، بينما ذهب البعض الآخر إلي السيارة من الخلف ليفتحوها و يخرجو من فيها ليُلحِقوهم بالعسكري و السائق أرضاً ، ثم حملو ' 'رعد ' ' سريعاً إلي إحدى سيارتهم المُجهزة بجميع الأجهزة الطبية و بداخلها طبيب بدء بإجراء ما يلزم إليه بعد دخوله علي الفور .
أنت تقرأ
رواية عمر "سجينُ غيداقْ"
Romanceتخيل حياةٌ تمضي من دون كلل أو تعب تُمر علينا الأيام ف الأمس يشبه اليوم يشبه الغد دون أي إختبارات ، لتتغير حياتك في يومٍ واحد بعد أن كان معك المال تفقده و بعد أن حظيت بدفئٍ العائلة سُلبت منك ، لتُبني في داخلك فطرةٌ الإنتقام و تنتظر الله أن يغدق عليك...