السادس والعشرون

2.3K 115 4
                                    

فتحت عينيها بالصباح لتجد نفسها تنام مع صغيرها بتلك الغرفة التى وضعه بها شريف وعلى ذكره لم تتخذ قرار بعد بشأنه بل هى عاجزة عن ذلك فهو يبدو غريب ليس شريرا ولا طيب تصرفاته تحيرها أكثر فأكثر

عادت بعينيها بجانب الطاولة لتجد بها طعام العشاء لقد أصر عليها أن تتناوله معه لكنها رفضت فهى لم تثق به بعد ويبدو أن معدتها تخالفها الرأى بصوت المتذمر الرافض

كادت تقترب من الطاولة حتى طرق الباب وفتحه دون سماع ردها لتنظر له باتهام

- كنت فاكرك نايمة وبعدين ليه سايبه الأكل   ؟؟!!! متقلقيش مفيش فيه حاجة تأذيكى

رندا بسخرية وقحة

- وأنا المفروض اصدقك مش كده   ؟؟!! أنت خاطفنى وجبتنى هنا غصب عنى وحابسنى أنا وابنى والمفروض كمان أكل واشرب واعيش حياتى ولا كأن فى حاجة مش كده   ؟؟!!!

شريف بهدوء مصطنع

- رندا أنا بحبك من ساعة ما شوفتك فى المكتب أول مرة وقولتلك قبل كده مش ممكن اعمل حاجة تضرك بالعكس عايزاك تعيشى حياتك مبسوطة وسعيدة لحد ما العدة تخلص ونتجوز

تراجعت للخلف وهى تردد بصدمة

- نتجوز    ؟؟!!! أنت أكيد اتجننت  ؟؟؟!

شريف بإستنكار شديد اللهجة متناسبا وجود طفلها بالغرفة

- اتجننت   ؟؟!!! عشان بحبك وعايزك تعيشى حياتك بدل اللى كان جوزك عامله فيكى    ؟؟!!!
كم ليلة سابك لوحدك وكان فى حضن واحدة تانية حتى نوران خانها الرجل اللى مفكرش فى ابنه وهو تعبان وكل هامه تطلعى الخاينة لدرجة أنه.....

صرخت به بغضب وهو يذكرها بحقارة زوجها الراحل

- بس كفاية اسكت مش عايزة اسمع منك حاجة

لكنه لم يهتم وتابع الحديث مذكرة إياها

- لا اتقتل وهو مع واحدة فى شقتها وسابك مع ابنه المريض مفكرش حتى يسأل عليه ولا يهتم كأنه كان مستنى غلطة واحدة عشان يعمل كل اللى عمله ازاى بتبكى على واحد زيه وزعلانة عليه    ؟؟!!!

توقف حين رأها تسقط أرضا منهارة فيبدو أنه من شدة غضبه لم ينتبه لها فقد كان يخرج ما داخله لذاك الخائن عديم الشرف كم تمنى لو توقفت عن البكاء وتمكن من جعلها تهدأ وتنسى أمره بالكامل

جلس أمامها ناظرا لها بحزن

- لولا العدة كنت خدتك فى حضنى وجوه قلبى ونسيتك الخاين ده بس.....

توقفت عن البكاء تنظر له بعدم فهم لتجده حمل طفلها الباكى فهى بغمرة حزنها لم تنتبه له ليقبل وجنته بحنان ثم ضمه كالأب المحتوى المهتم لطفله تلك اللافتة التى لم يصنعها والده الحقيقى لمرة واحدة

ثم توقف عن البكاء وبدأ يعبث بوجهه ليبتسم له عكس زوجها الصارخ بها ذات مرة

- خدى ابنك من هنا مش ناقص قرف عيال ووجع دماغ ولا اقولك سايبلك البيت أنت وابنك حاجة تصدع

شريف بهمس محبب للطفل

- تعرف إنك الحسنة الوحيدة له

***************

عادت نوران لمنزل سفيان وبدلت ملابسها لملابس النوم القصيرة فزوجها لا يأتى إلى هنا بل ينام بمكان آخر رغم فضولها لمعرفة مكانه لكنها لم تهتم كثيرا وجلست تشاهد التلفاز مندمجة حتى قاطعة صوت الباب ليتوقف قلبها فجأة وهى تحرك رأسها ببطىء ناحية زوجها الذى دخل المنزل ناظرا لها ببراءة لا تليق مطلقا به

- ب... بتعمل ايه هنا    ؟؟!!!

قفزت من على الأريكة تنظر له باتهام واضح بينما هو قال بغضب مصطنع

- كمان مش عايزانى اجى يا هانم مش كفاية إنى عرفت موضوع شيك المنصورة بقى خالد يورطك ويمضى مكانك شيك بستة مليون ونصف للشركة وسيادتك مش عايزانى اعرف ولا اساعدك   ؟؟!!!

ابعدت عينيها عنه فقد وجد حجته أمامها

- أنا كنت ناوية اتصرف فى الموضوع ده..... هعرف اجيب الفلوس لوحدى.... أصلا أنا طول عمرى لوحدى لا بابا كان معايا ولا حد غير خالد
الخاين غدار بيا عشان الفلوس وأنا صدقته وأمنت له وفى الآخر باعنى لهم واخد الثمن بس مش هتسغرب بابا نفسه عملها الفرق إنه خلها رسمى أكثر لما خله جواز أنت كمان هتغدر بيا زيهم

تغيرت ملامحه للجدية فكلامها قد أثر به بالفعل وهو حتما لا ينوى أن يسبب لها الأذى بأى شكل.... اجتاز الخطوات التى تفصله عنها وضمها حاملا إياها بين ذراعيه حتى لا تلامس الأرض

- لا يا قلب سفيان مش هغدر بيكى عمرى يا عمرى أنا حليت موضوع الشيك بس تانى مرة لازم اعرف أنتى مراتى وده دورى فى حياتك احافظ عليكى واحميكى حتى من نفسى

وسكت شهر زاد عن الكلام الغير مباح 😍😍😍

بعد ساعتين طرق باب المنزل بجنون وكأن قوات الأمن القومى تريد الاقتحام لا الدخول ليرتدى سفيان بنطاله ويخرج متعجبا ممن اقتحم عزلته ورجاله يحرسون المكان حتى لا يدخله غريب

فتح الباب لتتعلق ياسمين بعنقه وهى تردد بصدمة

- مش ممكن يكون صحيح اتجوزت عليا    ؟؟!!!! أكيد كدب وبيعملوا كده بس عشان اغضب وياخد اللى عايزه منى مش كده   ؟؟!!!
سفيان رد عليا أنت جوزى حبيبى أنا وبس مفيش واحدة تانية فى حياتك غيرى











نهاية الفصل

🙏💕🙏💕

الفقيرة والمليونير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن