ملكت خاطري

الفصل الثالث ( لقاء السحاب )

قبع فهد على احد الكراسي في غرفة مليكة والذي يعتبر المفضل لديها، وهذا السبب الذي جعل اصابعها تغرس بلحم كتفه وهي تهتف بغيظ " قوم من على الكرسي بتاعي يا فهد "

كرمش الآخر وجهه حيث اصبحت جميع اعضاءه حول أنفه " آه يا بنت اللذينه "

امسكت مليكة ذراعه لتسحبه بكل ما لديها من قوة ولكنه لم يتحرك " قوم يا وااااااد ! "

صاحت فأخذ فهد نفساً عميقاً واردف بعناد " يارب صبرني ... وربنا ما انا قايم هو بمزاجك ؟! "

عبس وجه مليكة كطفلة في الخامسة من عمرها و عقدت ذراعيها امام خصرها محتجه " تصدق انك عيل سخيف ... ده الكرسي بتاعي ... اومال انا دافعه دم قلبي في الكرسي الفراري ده ليه ... وعاصره على نفسي مليون لمونه عشان احطه في اوضتي ليه ... مع انه مبوظ الديكور مسألتش نفسك ليه ! "

رفعت سبابتها في وجهه وهي تسأله فقام من مجلسه و امسكها من ياقة قميصها كأرنب بعدما رفع حاجبيه متعجباً " عشان اقعد على كرسيك ... وبعدين تعاليلي هنا مين ده اللي عيل عشان يبقى سخيف ؟! ... ها !! "

توسعت عينا مليكة ثم شهقت " ولااااا سيبني احسن ما اقول لتميم "

" يامي يامي يامي ... خوفت تصدقي ! ... يا فسله انا مهندس قد الدنيا تقوليلي يا استاذ يا باشمهندس فهد "

 رد فهد متهكماً فرفعت مليكة طرف شفتها العلوية مستهزئة بعدما دفعت بيده ليتركها " ايه !! ... استاذ وباشمهندس مرة واحده ؟ ... ده انت اللي يدور وراك يلاقيك عايد سنه خامسه تلات اربع مرات و نجحت بالعافية يابني "

رفع فهد رأسه فجأة بشموخ و وضع يديه في جيبي سرواله " طب بس بس بس يا ماما , انا استاذ وباشمهندس ودكتور يا بنت "

اتسعت عينا مليكه " بتهزر! "

ابتسم فهد " امم و الله .. "

انسابت دموع الاخرى فرحاً واخذت تصرخ وكأنه قد قتل لها عزيز للتو ... فقفز فهد من مكانه حيث وقف امامها ثم كتمها " ششششش ايه يا ماما بالراحة على زورك مش كده !! ... لا يقولوا بعذبك ولا حاجة "

اردفت مليكة بعيون دامعه بعدما تركها فهد " بجد يعني اخدت الدكتوراه خلاص؟ "

****

استنشقت اماليا الهواء بعمق وكأنها لم تأخذ نفسا كهذا منذ زمن  " طيب ممكن تبعدوا عني شوية اخد نفسي "

اشتد عناق رفيف لها فكادت تكسر عظامها " لأ .. "

تبعتها نازلي " ده انتي وقعتي قلوبنا في رجلينا "

" بجد انتي خضيتينا عليكي اوي "

قالت همس بطريقتها الرقيقه المعهوه فقامت رفيف واحضرت كوب ماء لتتجرع منه القليل ثم قالت وهي لم تكاد تبتلع ما بفمها " مش انتي بتعرفي تتعاملي مع الحوارات دي ؟! ... ازاي ما عرفتيش ان اللي برة ناس وحشين ؟! "