ملكت خاطري

الفصل الخامس عشر ( مصيبة عظيمة )

الخامس عشر من فبراير 2022

اجتمعن الثلاث فتيات حولها , احداهن تربت على رأسها و اخرى تحتضنها بينما هي تبكي وتنوح كأن احدهم توفى للتو " وبعد كل ده ميكلمنيش ولا يعتذرلي ولا حتى يرن عليا ابن الجزمه "

" معلش يا ميلو بس زي ما انتي اتصدمتي من اللي حصل اكيد هو كمان اتصدم "

قالت نازلي وهي تضحك بينما تمسح اماليا انفها بمنديل ورقي فعلّقت رفيف " جاته صدمه اما تبقى تلهفه اومال مين اللي كان هيموت وتبصله بس مش هو ! "

انهت حديثها فأزداد بكاء اماليا فقامت همس توبخ تلك البلهاء " فالحه يا رفيف اكتمي بقى "

" معلش يا لولو يا حبيبتي هو بس تلاقيه بيظبط اموره وهيكلمك متقلقيش "

اضافت همس فأومأت اماليا " وانتي فاكره انه لما هيكلمني انا هرد عليه اصلا ! , ده عند طنط فريده بقى "

قالت وهي تمسح الدموع التي أغرقت عينيها و وجنتيها فضحكت نازلي " جدعه يا بت يا ميلو "

***

الساعه الثانية فجرًا و هي مازالت لا تستطيع حتى ان تغمض عيناها ... لن تستطيع الانتظار إلى الاسبوع القادم كي تراه بالعمل وتضربه وتصرخ بوجهه اللعين " لا لا انا مش قادره ... بس اكيد مش هتصل عليه يعني ... ده حتى مبيفكرش فيا كل تفكيره في امه وناس معرفهمش !! ... ركزي كده يا بت يا لولو ... ايوااا والله مفيش غيرها هي دكتوره منى "

لم تنتظر لثانيه واحده وبالفعل، التقطت هاتفها بسرعه وطلبت رقم الطبيبه منى " الو .. "

" ايه يا اماليا ؟ "

ردت منى النصف نائمة بنبرة ناعسه فقابلتها اماليا بنبرتها الحماسيه " دكتور هو انا ممكن اتمرن دلوقتي على السيشن الاخيره ؟ "

" اشمعنى؟ "

" اصل يعني انا ساعتها مطبقتش على الواقع عايزه اعمل كده دلوقتي"

" طب هو انتي متأكده من الشخص اللي هتعملي معاه كده ؟، اماليا الموضوع مخيف "

" متأكده طبعا .. "

" طيب بس اهم حاجه انك تدخلي في نوم عميق وتكوني متأكده انه صاحي، تمام ؟ "

" تمام، اسفه اني قلقتك ... سلام "

" لا يا حبيبتي عادي انا اتعودت ... سلام "

***

كان يجلس بتلك الشرفه المطله على النيل يستمتع بفنجان قهوة لم يحتسيه منذ اليومين ... كان دائماً له طقوسه ؛ فهو يحب شرب القهوة في اي شرفة مهما كانت اطلالتها، المهم بالنسبة له ان يستنشق هواء رباني، وتلفح نسمات الفجر العليلة وجهه وشعره لتبعثر خصلاته ؛ لذلك كان دائما يحب أن يحتسي فنجانه في شرفة مكتب والده ..