الفصل الرابع ( وغدٌ حقير )

167 22 23
                                    

حاول الشاب النهوض فضربت اماليا رأسه بكعب حذائها فوقع مغشياً عليه وبدأت الدماء تسيل من رأسه ... فابتلعت لعابها بخوف " ايه اللي انا هببته ده !! "

خفقان مفاجئ بقلبها ليهمس صوت تعرفه جيداً من خلف اذنها " انتي بتعملي ايه يا حضرة الضابط "

اغلقت اماليا عيناها وابتسمت بضيق قبل ان تلتفت ... يا الهي لماذا تقع في هذه المواقف المحرجه " والله واحد زفت متحرش وأخد نصيبه انت بقى مالك ؟! "

رفع تميم احد حاجبيه واظهر ابتسامة جانبية " طب ومالك متعصبه كده ليه ؟! ... تعالي "

استدار بجسده متجها لسيارته فرفعت اماليا خصلتاً من شعرها خلف اذنها لتردف من تحت اسنانها بحده " اجي فين ! "

تأوه الشاب الملقى على الارض فركلته اماليا بضيق وكأنها تفرغ طاقة يومها به ليستفيق " الله يخربيتك كان يوم اسود يوم ما فكرت اقربلك "

قلبت اماليا عيناها و ابتعدت عنه وعن تميم بخطوات سريعة ليترجل تميم الى سيارته غير مبالٍ ... وسرعان ما اشعل محركها و مر بجانبها ثم وقف وفتح نافذته قائلا ببرود " اركبي .. "

ارتبكت اماليا بعض الشئ ... اتوافق ام لا ! ... الامر صعب فمنتصف الليل لا يوجد الكثير من سيارات الاجرة ... ومن ناحية اخرى اخيها ليس بشاغر ليوصلها ... ولكن هي بالتأكيد لن تسمح لهذا الوغد ان يفعل " لأ شكرا اخويا جاي "

رفع تميم كتفيه ببساطة " ماشي .. " وأسرع مبتعداً عنها فصعقت

" يخربيتك طب كنت اتحايل شوية , ما انا اللي غلطانه ... في واحده يجيلها توصيله ببلاش مع واحد زي ده في عربيه jeep وترفض ! ... لا وهو كمان حيوان , واحد غيره مكنش يسيب بنت واقفه لوحدها في الشارع في نص الليل كده ويمشي , وآل ضابط آل ههه ... يا ربي انا مين هيوصلني دلوقتي ؟! "

****

 " ما انا فاهمك .. "

ابتسم امجد بحب فاخفضت همس عيناها ورفعت خصلتاً هاربةً من شعرها خلف اذنها وصمتت لثوان " ممكن ما تبصليش كده ! "

رفع امجد احد حاجبيه وقهقه بخفه فتساءلت " انت بتضحك على ايه ؟! "

توقف امجد عن الضحك " عليكي وانتي مكسوفة كده .. "

اخفضت الاخرى رأسها كاملة واحمرت وجنتيها فاردف امجد " لا ماهو مش كل ما اقولك كلمتين تتكسفي "

رفعت عيناها البنيتان لترتطم بعسليتاه " امجد ! "

اجابها بضعف مصطنع " يالهوي على امجد وسنين امجد "

اما عن اماليا فكانت تجلس على رصيف احد الشوارع و حذائها ذو الكعب العالي يجلس مجاوراً لها " لا انا هتصل بامجد ... معلش يا همس انتي عيلة نحس بقى اعمل ايه "

وفي الجهة الاخرى , عقد امجد حاجبيه ونظر الى هاتفه بملل " يادي النيله .. "

التقطت الاخرى كوب العصير الموضوع امامها لترتشف منه " ايه يا امجد ! "

ملكت خاطريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن